لا يزال مصير عشرات اللبنانيين في تركيا وسوريا مجهولاً إثر فقدان الاتصال بهم بعد تعرّض المناطق التي يقيمون فيها للزلزال المدمر. ولم يكن غريباً وجود عدد كبير من اللبنانيين في تركيا بعد أن توجّه إليها المئات للعمل والدراسة مع بداية الأزمة الاقتصادية الأخيرة. في حين أنّ الوجود اللبناني في سوريا تاريخي بحكم الجيرة والتداخل الاجتماعي، لا سيّما مع الشمال اللبناني.
مواقع التواصل الاجتماعي و«غروبات الواتساب» تحوّلت إلى منصّات لإحصاء المفقودين اللبنانيين. إذ نشر أهالي عدد كبير منهم مناشدات للمساعدة في العثور عليهم على أثر انقطاع الإنترنت والاتصالات. وهو ما دفع بأقارب اللبنانيين في تركيا إلى وضع أرقام هواتفهم عبر منصات التواصل لمن يعرف عنهم أيّ شيء. ولذلك، لا يمكن حسم الحصيلة النهائية لأعداد اللبنانيين الضحايا.

في أنطاكيا أو «هاتاي»، كما يسمّيها الأتراك، تأكد نجاة عائلة وهم محمد العلي وعائلته وأخوه محمود العلي، من بلدة العبودية - عكار. كما جرى تداول معلومات عن العثور على الطفل اللبناني سرحان محمد شما ذي السنة الواحدة من العمر، وهو من منطقة طرابلس. فيما توفيت والدته ونجا والده محمد.

إلى ذلك، أطلقت عائلتا إيلي حداد من حاريصا وباسل حبقوق من مغدوشة حملات على مواقع التواصل الاجتماعي للمساعدة في إنقاذهما من تحت أنقاض فندق أوزهان في أنطاكيا حيث كانا موجودين عند وقوع الزلزال. وبحسب عائلتيهما، فإن الشابين وصلا إلى الفندق قبل يوم واحد في طريقهما إلى أضنة في رحلة عمل. ووفق منشورات العائلتين على مواقع التواصل الاجتماعي، فإنّ مبنى الفندق انهار جزئياً فوق رؤوس العشرات. وقد تمكّن قلّة منهم من الخروج من تحت الركام أحياء، فيما ينتظر الآخرون المساعدة في رفع الأنقاض عنهم.

وعلى مستوى طرابلس وعكار، أُحصي أكثر من 30 لبنانياً في عداد المفقودين، عُرف منهم الشاب محمد المحمد من منطقة العبودية في عكار.