نفّذ عناصر فوج إطفاء اتحاد بلديات الفيحاء إضراباً لليوم الثاني على التوالي، فأغلق عناصره طريق طرابلس الدولية البحرية في الاتجاهين في منطقة المحجر الصحّي، أمام مقرّهم الرئيسي ومقرّ اتحاد بلديات الفيحاء، احتجاجاً على عدم قبضهم رواتبهم للشّهر الرابع على التوالي، إضافة إلى مستحقات متأخّرة، ونفاد المازوت من آليات وخزّانات الفوج، وأعلنوا عدم قدرتهم على تلبية أيّ نداء استغاثة لإخماد حريق أو إنقاذ أيّ مواطن.
وكان عناصر الفوج قد نظّموا مساء أمس مسيرة احتجاج في شوارع مدينة طرابلس، حيث نفذوا وقفة احتجاجية أمام منزل وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال، بسّام مولوي، في شارع المئتين، ووقفة احتجاجية أخرى في ساحة عبد الحميد كرامي التي أغلقوها لبعض الوقت، معلنين اتخاذ خطوات تصعيدية في حال لم يتمّ تجاوب المعنيين مع مطالبهم.

وقبل ظهر اليوم، أعاد عناصر الفوج وموظفو وعمّال الاتحاد، الذين يبلغ عددهم زهاء 170 شخصاً، فتح الطريق بعد سحب آليات الفوج من وسطها، وإدخالها إلى داخل حرم مقرّ الاتحاد الذي أعلنوا إغلاقه بالكامل إلى حين تلبية مطالبهم.

وتلا المحتجون بياناً عبّروا فيه لأهالي مدن الفيحاء، طرابلس والميناء والبداوي والقلمون، عن «أسفهم عن قطع الطريق بالأمس واليوم صباحاً، لكن ما نعانيه في اتحاد بلديات الفيحاء من عمّال وجهاز فوج الإطفاء بلغ نقطة اللاعودة، فنحن لم نأخذ مستحقاتنا منذ أشهر، وإن أخذنا بعضها فبشقّ الأنفس، حتى ترتّب على الاتحاد أكثر من 20 مليون ليرة لكلّ عنصر إطفاء وموظف».

وأوضحوا أنّ «أطفالنا جاعوا، وأغلبنا مهدّد بالطرد من المنازل بسبب عدم دفع الإيجارات، ناهيك عن إخراج أولادنا من الصفوف في مدارسهم لعدم دفع الأقساط المتراكمة»، مشيرين إلى أنّ «المشاكل الناتجة من ترؤس بلدية البداوي رئاسة الاتحاد، والصراعات القائمة بين البلديات، ليس لنا بها ذنب».

ولفتوا إلى أنّه «قبل عشرة أيام أصدرنا بياناً يشرح مطالبنا وأوجاعنا وأوصلنا الصرخة إلى كلّ معنيّ بالأمر، ولكننا لم نتلقّ سوى الوعود والمحبة التي لا تأتي لنا برغيف خبز نسدّ به جوعنا، لذلك قمنا بالأمس بخطوة تصعيدية في المدينة وأقفلنا الطرقات. وهنا نسجّل عتبنا على نواب المدينة الذين لم يتضامن أيّ منهم مع مطالبنا المحقة، مع أننا نحن لم نترك المدينة، ولم نتوانَ عن القيام بواجبنا حتى في أحلك الظروف، من حرب تموز إلى جولات القتال ثم الانفجارات والثورة، حتى المشاكل الفردية التي ترتّب عنها حرق ممتلكات، وآلياتنا تشهد فآثار الرصاص لم تزل فيها».

وأعلن المحتجون «التوقف عن العمل وعدم الخروج لأيّ مهمة إطفاء أو إنقاذ، وتسليم مفاتيح آليات الإطفاء إلى رئيس الاتحاد وتسكير الاتحاد حتى إشعار آخر، إلى أن نصل إلى مطالبنا، وليتحمّل كلّ شخص مسؤوليته من موقعه».