عاد التيّار الكهربائي إلى مولّدات ومضخّات مصلحة مياه طرابلس قبل ظهر اليوم بعد انقطاع دام 4 أيّام على التوالي، منذ نهاية شهر أيلول الماضي، بعد سلسلة اتصالات واجتماعات عُقدت لهذه الغاية، ما أسهم في عودة المياه إلى مجاريها مجدّداً في قساطل وصنابير المياه في المدينة وجوارها، بعد تحذيرات عدّة من انقطاع المياه في المدينة بسبب غياب التيار الكهربائي ونفاد مخزون المصلحة من مادة المازوت.
فبعد اجتماع موسّع عُقد في غرفة التجارة والصناعة والزراعة في طرابلس والشّمال قبل ظهر اليوم، ترأّسه رئيس الغرفة توفيق دبّوسي، وشارك فيه ممثلون عن مصلحة المياه ومؤسسة كهرباء لبنان وشركة كهرباء قاديشا، ناقشوا فيه كيفية تأمين الكهرباء لمصلحة المياه، أجرى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي اتصالاً برئيس مجلس إدارة كهرباء لبنان كمال الحايك وطلب منه «تأمين التيّار الكهربائي لمصلحة المياه بشكل فوري، لتأمين استمرار تغذية مدينة طرابلس وجوارها بالمياه، إلى حين عودة الأوضاع إلى طبيعتها مع إعادة تشغيل معمل الذوق مساء اليوم».

غير أنّ استمرار تأمين التيّار الكهربائي لمولّدات ومضخّات مصلحة مياه طرابلس من أجل تأمين المياه لقرابة 700 ألف مواطن يقيمون في عاصمة الشّمال وجوارها، بات محلّ شكّ في الآونة الأخيرة، ذلك أنّها المرة الثالثة التي يتدخل فيها ميقاتي ويوعز إلى مؤسّسة كهرباء لبنان وشركة كهرباء قاديشا لهذا الغرض، بعد اتصالات مباشرة أجراها في 8 و21 أيلول الماضي، إضافة إلى اتصاله اليوم، فضلاً عن اتصالات أجراها سواه، لكن التيّار لا يلبث أن ينقطع من جديد بعد ساعات على تغذيته مولّدات ومضخّات المؤسسة، برغم أنّ مصلحة المياه في مدينة طرابلس لا تحتاج إلى أكثر من 2 ميغاوات كهرباء لتشغيلها، ما يثبت أنّ الأزمة تحتاج إلى «قرار جدّي» لا يزال غائباً حتى السّاعة.

وكان لافتاً أنّ أحياء عديدة في طرابلس شهدت خلال الأيّام الأربعة الماضية، بالتزامن مع انقطاع التيّار الكهربائي بشكلٍ تامٍ عن مصلحة مياه المدينة، زحمة صهاريج مياه كانت تجول في مختلف شوارعها، بعضها خاص كان أصحابها يقومون ببيع كلّ صهريج بـ600 ألف ليرة على الأقل، وبعضها الآخر عائدٌ لجمعيات وهيئات قامت بتوزيع المياه مجاناً على المواطنين، الذين كانوا يتجمّعون أمامها لتعبئة غالونات بلاستيكية، سواء للشّرب أو للاستخدام المنزلي والشّخصي.

هذا الوضع دفع رئيس مجلس إدارة ومدير عام مؤسّسة مياه لبنان الشّمالي، خالد عبيد، إلى التحذير أمس، من أنّ «المياه ستنقطع بدءاً من اليوم، وبشكل تدريجي، عن مناطق في طرابلس والشمال كافّة، وذلك بفعل الانقطاع المستمر للتيّار الكهربائي ونفاد كمية المازوت التي قُدمت للمؤسّسة»، مشيراً إلى أنّه «في ظلّ الانقطاع المستمر للتيّار الكهربائي فإنّ عملية شراء المازوت تُعد حلاً مؤقّتاً مكلفاً يفوق قدرة مؤسّسة مياه لبنان الشمالي»، وداعياً «المعنيين إلى اعتبار تأمين الكهرباء للمؤسّسة أولوية مطلقة».