(الأخبار)
نفايات نهر البارد أعادت إثارة الجدل حول المكب الذي شهد حريقاً ضخماً قبل أيام، أجبر بعض جيرانه على النزوح خوفاً من انفجاره. إذ يمتدّ على مسافة حوالي مليون متر مربع منذ عام 1974. لكن ظهرت عليه التصدعات في السنوات الأخيرة. وتعيد مصادر بلدية السبب إلى «أداء شركة باتكو التي تدير المكب بعدما باتت تعتمد على سياسة الترقيع. فلا ترمي التراب المخصّص لعزل الغازات المنبعثة من تراكم النفايات، ما يهدّد بتكرار الحريق الأخير». كما أن حيطان الدعم حول المكبّ «تصدّعت، ما قد ينذر بانهيار المكب ووقوع آلاف الأطنان من النفايات في البحر.
ولفتت المصادر إلى أن الشركة «أخفقت في مراعاة الشروط البيئية، وأهمها أن لا يتجاوز ارتفاع أكوام النفايات عشرة أمتار على فترة 5 سنوات، وكان يفترض إغلاقه في عام 2010. اليوم، وفي نهاية عام 2022، وصل ارتفاع المكب الى أكثر من 45 متراً، ولا يزال إلى الآن يستقبل يومياً نحو 400 طن من نفايات طرابلس والميناء والبداوي والقلمون، بالإضافة الى كميات باتت تنقل سراً من المناطق التي تعاني أزمة نفايات».
فما هي التدابير التي ستتخذها بلدية طرابلس قبل استقبال نفايات جديدة؟
الرئيس المكلف إدارة بلدية طرابلس، أحمد قمر الدين أكد لـ«الأخبار» أنه «لا يعلم بما يجري»، نافياً علمه بوجود اتفاقية مع الأونروا. أما رئيس اتحاد بلديات طرابلس ورئيس بلدية البداوي حسن غمراوي فقد أكد أن «الأونروا تواصلت مع الاتحاد، كما تتواصل معنا بلديات كثيرة، وخصوصاً تلك التي تعاني أزمة نفايات وتبحث عن مكب يستوعب نفاياتها». فهل أبرم الاتفاق؟ «منذ سنة، تتواصل معنا الأونروا، إلا أننا لن نوافق على تلك الخطوة كونها تشكل عبئاً إضافياً على المكب، برغم أن المبلغ المرصود (30 ألف دولار سنوياً) يفتح شهية البلديات عليه».