دعا محافظ الشّمال، رمزي نهرا، أعضاء بلدية طرابلس إلى جلسة ستُعقد في سراي طرابلس، السّاعة الثانية عشرة ظهراً، يوم الأربعاء المقبل الواقع فيه 21 أيلول الجاري، من أجل انتخاب رئيس جديد للبلدية خلفاً للرئيس السّابق رياض يمق الذي سحب المجلس البلدي الثقة منه في جلسة عُقدت برئاسة نهرا في الأوّل من شهر آب الماضي.
وتولّى مخفر التل التابع لقوى الأمن الداخلي تبليغ الأعضاء بموعد الجلسة عبر الاتصال بهم هاتفياً قبل الحضور إلى أماكن وجودهم للتوقيع على تبلّغهم موعد الجلسة، بعد اعتراضات من أعضاء في البلدية احتجّوا في جلستين سابقتين على طلب المخفر الحضور شخصياً إليه لكي يتبلّغوا الدعوة، ما اعتبروه بمثابة استدعاء، ودفعهم ذلك إلى رفض الحضور إلى المخفر والغياب بالتالي عن جلسة الانتخاب.

وكان المجلس البلدي قد أخفق مرتين في انتخاب خلفٍ ليمق في جلستين عُقدتا في سراي المدينة في 8 و18 آب الماضي على التوالي بسبب عدم اكتمال النصاب، ما دفع نهرا في قرار له، في 12 آب الفائت، إلى تكليف الرئيس السابق للبلدية وعضو المجلس الحالي أحمد قمر الدين القيام بمهام رئاسة بلدية طرابلس، كونه أكبر الأعضاء سنّاً «حفاظاً على استمرارية العمل بالمرفق العام، ومن أجل تسيير الأعمال إلى حين انتخاب رئيس بديل»، كما جاء في قراره. علماً أنّ قمر الدين الذي انتُخب عام 2016 رئيساً للبلدية سحب منه المجلس البلدي الثقة في منتصف ولايته عام 2019، قبل انتخاب يمق رئيساً.

وتُطرح تساؤلات واسعة في طرابلس حول مصير الجلسة الثالثة لانتخاب رئيس للبلدية، وهل تكون الجلسة الثالثة ثابتة ويخرج الدخان الأبيض من سراي المدينة أم أنّ الجلسة المقبلة ستكون مثل الجلستين السابقتين لجهة عدم اكتمال النصاب بسبب عدم التوافق على اسم بديل يخلف يمق في منصب رئيس بلدية عاصمة الشّمال؟

الأجواء لا تزال حتى السّاعة ضبابية، لكنّ مصادر مطّلعة أوضحت لـ«الأخبار» أنّه «لو لم تكن تسوية ما عُقدت في الأيّام السّابقة لما دعا نهرا إلى عقد جلسة انتخاب»، مضيفة ردّاً على سؤال أنّ «القوى السياسية لم تعلن حتى السّاعة موقفاً داعماً لهذا المرشّح أو ذاك، برغم أنّها تفضّل ضمناً مرشّحاً على آخر، لكنّها تفضّل عدم الإعلان عن موقفها».

ويبدو بحسب المصادر أنّ التنافس قد انحصر عملياً بين مرشحين: الأوّل قمر الدين الذي انسحب المرشّح نور الدين الأيوبي لمصلحته؛ والثاني خالد تدمري الذي كان قاب قوسين أو أدنى من الفوز بالمنصب لو اكتمل نصاب إحدى الجلستين السابقتين، كونه كان يحظى بدعم 10 أعضاء، وكان يكفي حضور عضو واحد كي يكمل النصاب، وهو أمر لم يحصل.