تفاقمت أزمة انقطاع مياه الشّرب في طرابلس وتجاوزت الخط الأحمر بعدما توقفت مضخّات مؤسّسة مياه لبنان الشّمالي عن العمل بسبب نفاد المازوت من خزّاناتها، وتوقّف محطة كهرباء البحصاص الكهرومائية، جنوب طرابلس، عن تزويدها بالتيّار لإبقاء مضخاتها تعمل لتأمين تزويد أحياء المدينة وجوارها بالمياه، بالرغم من تدخّل رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في 24 آب الماضي، وإيعازه إلى مسؤولي محطة البحصاص تزويد مؤسّسة مياه لبنان الشّمالي بالكهرباء.

فقد أوضح نقيب العمّال والمستخدمين في المؤسّسة، كمال مولود، لـ«الأخبار» أنّه «منذ إيعاز ميقاتي لمحطة البحصاص تزويدنا بالكهرباء، قبل نحو أسبوعين، انقطع التيّار الكهربائي عن مضخّات ومولّدات المؤسّسة بشكل متفاوت، ولم تزوّدنا المحطة بالتيّار أكثر من 40 في المئة خلال هذه الفترة الزمنية، إلى أن قطعت التيّار عنّا بشكل تام منذ صباح يوم الأحد، من غير إعطاء أيّ تبرير».

وكشف مولود أنّ «موازنة المؤسّسة المخصصة لشراء المازوت هذه السنة انتهت كليّاً، وأصبحنا غير قادرين على شراء أيّ كمية إضافية قبل إقرار الموازنة الجديدة، وعليه فقد بدأنا بالتحذير مسبقاً، ومنذ فترة، من أنّنا لا نريد الوصول إلى صفر كهرباء يعني صفر مياه»، لافتاً إلى أنّه «أجرينا اتصالات مع مكتب ميقاتي وآخرين لإيجاد حلّ للأزمة، ولكن لا نتيجة إيجابية حتى الآن».

وكانت مؤسّسة مياه لبنان الشّمالي قد أصدرت بياناً أوضحت فيه أنّه «لليوم الرابع على التوالي لا كهرباء على محطّات المياه الرئيسة في الشّمال وطرابلس»، محذّرة أنّ ذلك «سيؤدي بالقريب العاجل إلى المعادلة التالية: لا كهرباء يقابلها لا مياه»، ودعت «هيئات المجتمع المدني إلى تشكيل كتلة ضغط جدّية وقوية للضغط على المعنيين ومؤسّسة كهرباء لبنان لتأمين الكهرباء باستمرار من المحطات التي تعمل الآن، وخصوصاً المحطات الكهرومائية، إلى محطات معالجة وضخّ المياه، وهي مربوطة بالشّبكة، وإلا سنكون أمام كارثة إنسانية وصحيّة كبيرة، ستنعكس على جميع النّاس».

بموازاة ذلك، بحث رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة في طرابلس والشّمال، توفيق دبوسي، أزمة المياه في طرابلس مع مدير مصلحة مياه لبنان الشمالي خالد عبيد، الذي لفت إلى أنّ التيار الكهربائي «سجّل انقطاعاً مدّته نحو 210 ساعات خلال شهر آب المنصرم وقرابة 100 ساعة في الأسبوع الأوّل من شهر أيلول الجاري»، مشيراً إلى أنّ «الانقطاع الطويل للكهرباء يُكلّف مصلحة لبنان الشمالي يومياً 12 ألف ليتر مازوت، والجميع يعلم ارتفاع أسعار المازوت والكلفة المترتبة على المصلحة، كما تعاني من عدم توافره في كلّ الأوقات، من هنا الضرورة العاجلة والملحة في تأمين التيار الكهربائي لتتعزز معه القدرات الذاتية الخدماتية للمصلحة».