أقدم أحد المودعين في مصرف Federal Bank في منطقة الحمرا على احتجاز موظفين وعملاء داخله بقوّة السلاح.
وفي التفاصيل، دخل المودع ب. ح.، من البقاع، إلى حرم المصرف مطالباً بتسليمه أمواله، التي تبلغ 210 آلاف دولار، وهو يحمل سلاحاً حربياً ومادة البنزين مهدّداً بإشعال نفسه وقتل من في الفرع، كما شهر سلاحه في وجه مدير الفرع، فيما حضرت القوى الأمنية والجيش وفرق الصليب الأحمر والدفاع المدني إلى المكان، كما حضر رئيس جمعية المودعين اللبنانيين، حسن مغنية، مع أعضاء من الجمعية في محاولة منهم لثني ح. عن القيام بأيّ عمل مؤذ.


وقد شهدت العملية تعاطفاً مع المودع من قبل عدد من المواطنين الذين حضروا إلى ساحة المصرف، وسط دعوات وجّهها البعض منهم إلى المودعين كافة للاقتداء بـ ح. وهتافات «يسقط يسقط حكم المصرف»، فيما ساد القلق والخوف صفوف أهالي الموظفين الذين تجمّعوا أمام المصرف للاطمئنان إلى ذويهم.

وبالتزامن، حضر عدد كبير من أصحاب الودائع في المصارف إلى أمام المصرف للتضامن مع ح. معتبرين أنّ أيّ مودع هو شقيق وأخ لهم وما يصيبه يصيبهم، مطالبين بتحرير ودائعهم.


ولاحقاً، دخل مغنية إلى المصرف للتفاوض مع ح.، الذي كان قد أطلق ثلاث طلقات تحذيرية في الداخل، إلا أنّه لم يلقَ تجاوباً وهو يصرّ على أخذ وديعته كاملة من المصرف.

وبرّر ح. البالغ من العمر 42 سنة سبب تصرّفه بأنّ والده دخل منذ فترة إلى المستشفى للخضوع لعملية لكنه لم يستطع دفع تكاليفها، وأشار إلى أنّ لدى أخيه أيضاً وديعة في المصرف بقيمة 500 ألف دولار.

وأوضح شقيق ح. أنّ الأخير «لم يدخل إلى المصرف حاملاً أيّ سلاح، إنّما كان يحمل مادة البنزين، والسلاح الذي في حوزته عائد إلى المصرف، مؤكداً أنّه لم يكن مع شقيقه في الداخل. وأشار إلى أنّه أقدم على هذه الخطوة بعد وعود كثيرة من إدارة المصرف للحصول على ما لا يقلّ عن 5 آلاف دولار لدفع تكلفة علاج والدهما في المستشفى، إلا أنّ كلّ هذه الوعود لم تنفذ. وأكد أنّ شقيقه مستعدّ لتسليم نفسه والدخول إلى السجن بعد حصوله على وديعته.

وذكرت «جمعية المودعين»، عبر «تويتر»، أنّ والد المودع يحتاج إلى علاج بقيمة 50 ألف دولار، وأنّ ح. حاول على مدى 3 سنوات طلب وديعته من المصرف لكنّ الأخير رفض تحريرها مكتفياً بصرف مبلغ ألف دولار فقط من أصل وديعته.

وفي سياق متصل، قال رئيس اتحاد نقابة موظفي المصارف، جورج الحاج، لـ«الجديد» إنّ «كلّ ما نريده أن تنتهي هذه الحادثة بسلام»، مؤكداً أن لا نية لدى النقابة باللجوء إلى الإضراب لأنّه «لا يقدّم ولا يؤخّر».

وتذكّر هذه الحادثة بعملية مماثلة شهدها «بنك بيروت والبلاد العربية» في كانون الثاني الماضي، حيث أقدم المودع عبد الساعي على احتجاز موظفي الفرع كرهائن بقوة السلاح، بعد رفض إدارة البنك ردّ وديعته له، قبل أن ترضخ تحت تهديداته، قبل أن يسلّمها لزوجته، ويسلّم نفسه للقوى الأمنية. وبعدها أمرت النيابة العامة الاستئنافية في البقاع بضبط الوديعة التي استردّها الساعي.