هي المرة الثانية التي تمنح فيها كلية الهندسة في الجامعة اللبنانية الاعتماد البرامجي من «مؤسسة اعتماد برامج الهندسة» في فرنسا (CTI-Commission des titres d ingenieur). المرة الأولى كانت في عام 2019 حيث نالت الكلية الاعتماد الأوروبي للجودة في برامج الماستر لمدة 3 سنوات، واليوم حصلت على الاعتماد لمدة 6 سنوات، وهو، بحسب عميد كلية الهندسة رفيق يونس، أفضل تقييم يمكن أن تقدمه هيئة الجودة الدولية.

وفي تقريرها الذي أعدّته بعد لقاءات واجتماعات طويلة مع أساتذة وطلاب وموظفين، استندت CTI إلى مجموعة من نقاط القوة في كلية الهندسة التي تضم ثلاثة فروع: الفرع الأول في الشمال، الفرع الثاني في رومية والفرع الثالث في الحدث. ومن هذه النقاط سمعة الكلية في لبنان والخارج، إنشاء امتحان دخول انتقائي يؤدي إلى الحصول على مستوى عال من الدراسات، اعتماد برنامج تدريب نظري متين ومعترف به، وجود برنامج للتبادل وازدواج الدرجات العلمية مع جامعات عالمية وعلى رأسها فرنسا، التكيّف السريع مع التحول الرقمي المفروض خلال فترة كوفيد -19، فضلاً عن أن الكلية تضم فريق عمل شديد الترابط والالتزام.

كذلك ذكر التقرير بعض النقاط التي طالب الكلية بالعمل على تحسينها، ومنها تطوير علاقات كافية مع الشركات الخارجية، وتفعيل التواصل بين الفروع، واستحداث مجلس تطوير مهني حسب التخصص يضم ممثلين عن عالم الأعمال، وإقامة نظام جودة يشمل جميع عمليات الجامعة.

كما دعت الهيئة الكلية إلى تعزيز المكوّن العملي للتدريب وتنفيذ عدد كبير من مشاريع التخرّج في المختبر، إضافة إلى الاهتمام بالمتابعة التفصيلية للمتخرّجين وإيجاد شبكة منظّمة لهم.

الهيئة الفرنسية حذّرت من مخاطر الأزمة الاقتصادية وهبوط قيمة الليرة اللبنانية، لكنها في الوقت نفسه تحدّثت عن فرص لإنعاش الاقتصاد اللبناني عبر حشد واستخدام متخرّجي كلية الهندسة وزيادة الموارد الخاصة (الماجستير، الشراكات مع الشركات، البحوث التطبيقية وغيرها).

لكن ما هي أهداف الاعتماد الأكاديمي؟ يقول يونس إن الاعتماد يسهم في الارتقاء بجودة التعليم، وتأمين الوضوح والشفافية في أنشطة المؤسسة التعليمية والإدارية. ويشير إلى أنه يساعد في تقديم معلومات دقيقة وموثوقة للطلاب وأرباب العمل وغيرهم من المعنيين حول أهداف البرامج التعليمية التي تقدمها الكلية، وإجراءاتها في تحقيق تلك الأهداف.

ويتيح الاعتماد الأكاديمي أيضاً التأكد من أن برامج الكلية المعتمدة من الهيئة الدولية تحقق متطلبات التنمية، وتلبّي حاجات الطلاب والمجتمع، وتتفق مع المعايير العالمية ومتطلبات المهن، وتؤدي إلى رفع مستوى الأداء المهني.

ووفق يونس، يزيد الحصول على الاعتماد الأكاديمي الشعور بالمسؤولية المهنية لدى العاملين ويحفّزهم على تطوير المؤسسة والمحافظة على جودة مخرجاتها.

وللاعتماد فوائد، كما يوضح يونس، منها مشاركة كل أفراد الكلية في إعداد رؤية موحّدة ورسالة واضحة يلتفّ حولها الجميع ويخلصون في تنفيذها ويحرصون على مراجعتها، مواكبة التغييرات المتسارعة وارتفاع الروح المعنوية وتعزيز سمعة المؤسسة وبرامجها محلياً وعالمياً وثقة المجتمع بها. ومن معايير هيئة CTI الأوروبية لاعتماد شهادات الهندسة، الرسالة والإدارة، إدارة ضمان الجودة، البرامج التعليمية، العلاقات المجتمعية والعالمية، قبول الطلاب ومتابعتهم بعد التخرّج.

كذلك تشمل مهامّ الهيئة الدولية تقييم واعتماد جميع كليات الهندسة الفرنسية الراغبة في الترخيص بإصدار لقب مهندس متخرّج. يتم اعتماد المدارس الخاصة من قبل الوزير أو الوزراء المعنيين بناءً على قرار تقييم، واعتماد المؤسسات الأجنبية التي تصدر الشهادات والعناوين الهندسية الأجنبية بناءً على طلبها، إبداء الرأي في كل المسائل المتعلقة بألقاب وشهادات الهندسة.

هكذا تكون CTI هي، بحكم القانون وبحكم الواقع، المحور الأساسي، على ما يقول يونس، للاعتماد والترخيص بالتدريب الهندسي.