في الوقت الذي كان فيه طابور انتظار الحصول على ربطة خبز يمتدّ إلى عشرات الأمتار أمام أفران نصرالله في سوق مدينة الشمس التجارية، كان تجّار من السوق ومخاتير المدينة وعدد من الأهالي ينفّذون وقفة احتجاجية أمام مبنى بلدية بعلبك في ساحة السراي، تنديداً بالأزمات التي تعيشها المدينة والمنطقة والتي تبدأ بأزمة الخبز ولا تنتهي عند انقطاع الكهرباء والمياه والغلاء الفاحش وتدني قيمة العملة الوطنية وانعدام القدرة الشرائية لدى المواطنين.
وطالب المحتجون بالإسراع في اتخاذ القرارات التي من شأنها توفير الطحين للأفران وإنهاء أزمة الخبز وتأمين التيار الكهربائي، مؤكدين أنّ الكهرباء مقطوعة بالكامل عن المدينة منذ عدة أيام، ولم يعد باستطاعة الأهالي والتجار وأصحاب المؤسسات الاشتراك بكهرباء المولدات الخاصة، التي ارتفعت بدلات اشتراكها بشكل جنوني، ما أدّى إلى تلف كل ما تم تخزينه في البرادات والثلاجات من مواد غذائية وتموينية.

وأشار أحد المعتصمين إلى أنّ «الدولة الولّادة للأزمات تطالعنا كلّ يوم بمصيبة جديدة تزيد من الضائقة الاقتصادية والمالية والمعيشية والاجتماعية للناس، وقد أوصلت السلطة الفاسدة أهل بعلبك، الذين لطالما وقفوا إلى جانب إخوانهم خلال الشدائد والأزمات من دون تمييز بين المناطق والطوائف والأديان، إلى أن يقفوا لساعات أمام الأفران بانتظار شراء ربطة الخبز لأولادهم، علماً بأنّ نسبة كبيرة من العائلات المتعفّفة أصبحت تحت خط الفقر، ولعل الخبز مصدر قوتها الأساسي».

واستغرب المعتصمون الأزمات التي تمرّ بها المدينة وهي على مشارف موسم المهرجانات في رحاب القلعة، ولسان حال الأهالي «لا نريد مهرجانات لا تلامس واقع حال الناس، ولا تراعي معاناتهم، فكيف يفرح من لا ماء ولا كهرباء ولا رغيف خبز ولا دواء لمريض في بيته؟».

وحمّل المعتصمون وزير الاقتصاد والتجارة في حكومة تصريف الأعمال، أمين سلام، مسؤولية الذل الذي يتعرّض إليه المواطنون كلّ يوم للحصول على ربطة خبز بالانتظار من منتصف الليل حتى ساعات الصباح الأولى.