استباقاً للموعد الذي هدّد به البريدي، وجّهت المصلحة الوطنية لنهر الليطاني كتباً إلى مؤسسة كهرباء لبنان ووزارة الطاقة والمياه يطلب «تغذية محطة جبّ جنين بخط خاص خدمات من محطة جب جنين لأنها محطة أساسية للأمن الصحي والبيئي في البقاع الغربي». علماً بأن محطة التكرير تتغذى من محطة الكهرباء لكنها تراجعت أخيراً بسبب الانقطاع شبه الدائم. ولفتت المصلحة في كتابها إلى أن «مؤسسة مياه البقاع عاجزة عن تأمين مادة المازوت للمولدات في هذه المحطة. في حين أن معامل توليد الطاقة الكهرومائية التابعة للمصلحة تنتج أكثر من 80 ميغاوات وبإمكانها تغذية محطة جب جنين بـ 66 ك.ف».
وزير البيئة سيطرح القضية على جدول أعمال مجلس الوزراء اليوم
وفي حال تم «ترقيع» أزمة جب جنين وصغبين مؤقتاً، إلا أن نموذج البريدي قابل للتكرار يومياً في المرافق العامة. علماً بأن الحكومة وفي إطار مواجهة «تداعيات الأزمة المالية على العقود في القطاع العام»، شكلت لجنة وزارية مكلفة بمعالجة تداعيات الأزمة المالية على سير المرافق العامة ومنها محاسبة الملتزم في أوقات دورية قصيرة ومتتابعة في العقود الجارية من شأنه تخفيف وقع التقلبات المستمرة في أسعار الصرف.
وفي اتصال مع «الأخبار»، حذّر وزير البيئة ناصر ياسين من تداعيات توقف المحطتين عن العمل ورمي المياه المبتذلة في الليطاني من دون معالجة. فالمحطتان واقعتان ضمن نطاق يشكل ثلثي المساحات الزراعية والمروية في لبنان. ولفت إلى أنه سيطرح الأزمة على جدول أعمال مجلس الوزراء اليوم، مشدّداً على «ضرورة تأمين التمويل لتشغيلها لأن كلفة التشغيل أقلّ بكثير من كلفة رفع التلوّث على الليطاني». يقرّ ياسين بالتعثّر المالي في الدولة. وهنا يتوقع بأن «تحلّ الأزمة عبر المانحين كما فعلنا ضمان استمرار تشغيل محطة زحلة». ياسين استعرض خطة استراتيجية المياه التي تضعها «الطاقة» ومجلس الإنماء والإعمار بالتنسيق مع «البيئة»، وتشمل إدارة قطاع الصرف الصحي. لكنه أوصى بأن تتسلّمها البلديات وليس مؤسسات المياه على أن تنشأ محطات صغيرة بمواصفات صديقة للبيئة على مستوى كل ضيعة باستخدام الطاقة الشمسية أو تقنية التصفية بالقصب.