انهار جزء من سقف قصر رشيد كرامي الثقافي (قصر نوفل)، السبت الماضي. تداعي جزء من الجرس في سقفه على أرضية الطابق الثاني من المبنى أثار مخاوف من حصول انهيارات وتشقّقات في سقفه وتضرّر محتويات المبنى الأثري الذي تعود ملكيّته إلى بلدية طرابلس، علماً أنّ البلدية اتخذته مقرّاً مؤقتاً لعقد اجتماعاتها بعد إحراق مبناها الرئيسي القريب من موقع القصر في 28 كانون الثاني من عام 2021.

خضع القصر لعملية ترميم شاملة عام 2000، بعد أضرار عديدة لحقت به سابقاً بفعل مرور الزمن. وشملت ترميم السّقف والقرميد والديكور وتمديدات الكهرباء والتمديدات الصحيّة والدهان والبرادي.

رئيس لجنة الآثار والتراث في بلدية طرابلس، خالد تدمري، لفت إلى أنّ «تسرّب المياه من سقف المبنى القرميدي إلى الدعائم الخشبية أثّر سلباً». وحذّر من «أضرار قد تصيب السّقف والمبنى على المدى البعيد ما يوجب إجراء عملية ترميم وإعادة تأهيل شاملة للقصر».

وأوضح تدمري أنّ «هناك 3 ملفات نتابعها في البلدية بهذا الخصوص، الأوّل عبر السّفارة الإيطالية في لبنان، التي أبدت قبل نحو شهر استعدادها لتأهيل وترميم بعض الأبنية في محيط مرفأ بيروت، وكذلك قصر نوفل، الذي يمثّل نموذجاً من العمارة الإيطالية في طرابلس».

أمّا الملف الثاني حسب تدمري فهو الذي تتابعه البلدية مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP، الذي قدّم مشروعاً لإعادة إحياء وسط منطقة التل، وقصر نوفل ضمناً، والذي وصل إلى مراحله الأخيرة، لكنّ المشروع يقتصر على تأهيل واجهات القصر فقط، لا إعادة تأهيله وترميمه بشكل شامل»، بينما الملف الثالث «متعلّق بجهات مانحة معنيّة بملف النّازحين السوريّين، أبدت في وقت سابق تقديم مبلغ من المال لهذه الغاية، وهذا الملف موضع متابعة من البلدية».

لكنّ تدمري يعتبر أنّ «مشروع ترميم وتأهيل القصر لا يكتمل إلا من خلال تحرير طابقه الأرضي من مستأجريه، حيث تنتشر مطاعم شوّهته من الخارج، بعدما قام بعض أصحابها برفع كلّ منها «داخوناً» لمطعمه، وهو تحرير يبدو مستحيلاً في الوقت الحالي بسبب تعقيدات قانون الإيجارات في لبنان، إذ بسببه لم نستطع تحرير الطابق السفلي من مبنى برج الساعة الحميدية المجاور للقصر، الذي يستخدم حالياً كاراجاً للسيّارات، لأنّ عقد إيجاره ينصّ على استفادة واستثمار المستأجر له لمدّة 99 عاماً».

بدوره، أوضح رئيس اللجنة الثقافية في بلدية طرابلس، باسم بخّاش، إلى «الأخبار» أنّ «ما حصل كان نتيجة تسرّب مياه من خزانات مياه حديدية موجودة تحت قرميد سطح قصر نوفل فوق السقف الخشبي الذي أُلصق الجفصين أسفله، وأنّ التسرّب حصل بسبب صدأ أصاب الخزّانات نتيجة قدمها، ما أدّى إلى سقوط قطع من الجفصين الرائع أرضاً».

وأضاف بخاش أنّ «عمّال البلدية سارعوا إلى رفع خزّانات المياه القديمة من مكانها، ووضع خزانات جديدة مصنوعة من البلاستيك»، مشيراً إلى أنّه «نسعى بكلّ تأكيد إلى ترميم القصر وعدم إبقائه على حاله، من خلال شراء تجهيزات ومعدّات وترميم الجزء المتساقط من الجفصين، سواء من صندوق البلدية أو عبر جهات مانحة مثل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي».

القصر كان ولا يزال أحد أبرز المراكز الثقافية في المدينة، إذ يشهد على مدار العام نشاطات ثقافية مختلفة، من ندوات ومحاضرات ومعارض كتب وصور وأشغال يدوية ونشاطات فنية متعدّدة، إضافة إلى مكتبته العامّة الزّاخرة.