لم يكُن الحريق الذي اندلع اليوم في وادي جهنّم لجهة بلدة القمامين ـــ الضنّية، الأول من نوعه ولن يكون الأخير، ويبدو أنّ الأمطار التي هطلت منتصف هذا الأسبوع في المنطقة لم تحُل دون استمرار تجدّد الحرائق فيه.
فهذا الوادي الذي يشكّل فاصلاً طبيعياً بين الضنّية وعكّار، شهد هذا الصيف حرائق بالجملة قضت على مساحات واسعة من أشجاره الحرجية، كان آخرها حريق اليوم الذي اندلع في منطقة في عمق الوادي تُدعى وادي العميري، بالقرب من نبع مياه يدعى نبع البرغش، قضى على أشجار حرجية معمّرة، ولا سيّما منها أشجار الصنوبر البرّي والسّنديان والقطلب والبطم وغيرها، وأدى إلى ارتفاع سحب الدّخان في سماء المنطقة.

وقد ناشد الأهالي، كالعادة، المعنيين ضرورة إرسال طوافة عسكرية إلى المنطقة للمساهمة في إخماد النيران، نظراً إلى وعورة طرقات المنطقة وانحداراتها التي تحول دون إمكانية وصول آليات الدفاع المدني إليها، عدا عدم وجود طرقات تساعد في الوصول إلى بعض النقاط التي اندلعت فيها النيران داخل الوادي.

()


وفي هذا السياق، أفاد ناشطون ومواطنون في أطراف الوادي لجهة الضنّية وعكّار «الأخبار» بأن «الحريق مفتعل»، معتبرين أنّ «عدد الحرائق المفتعلة في الوادي والتي أصبحت أربعة هذه السنة باتت غير مقبولة، وجميعها حرائق تندلع في أماكن وعرة يصعب الوصول إليها وإخمادها».

واتهموا «من يقومون بافتعال هذه الحرائق بأنّهم مواطنون وتجّار يعملون في صناعة الفحم وبيع الحطب أتوا إلى الوادي من مختلف المناطق»، مشيرين إلى أن «عشرات ورش قطع الأشجار والمشاحر تعمل في الوادي من غير حسيب أو رقيب، وأن الاستعداد لقدوم فصل الشتاء وارتفاع أسعار المازوت جعلا هذه الورش تزدهر وتعمل على مدار السّاعة بلا توقّف»، بالإضافة إلى أن «أصوات المناشير تُسمع بوضوح في أرجاء الوادي، الذي خسر هذه السّنة أكثر من 200 هكتار من الأشجار الحرجية بسبب الحرائق المفتعلة في أحراجه».

وأوضح الناشطون أنّ «إمكانية إخماد هكذا حرائق في الوادي خطرة جدّاً، لأنّ صخور التلال المطلة على الوادي أغلبها كلسية، وهذه الصخور بمجرد تعرّضها للحرارة تبدأ بالتصدّع والانفجار، ما يتسبب بحصول انهيارات تمنع جذوع الأشجار الحرجية من اتساعها، وأن بعض الناشطين كادوا أن يلقوا حتفهم بسبب حصول انهيار قبل أيّام في الوادي خلال محاولتهم إخماد حريق فيه».

()