لم تشهد بيروت من قبل أزمة كهرباءٍ مماثلة، بعدما وصلت ساعات انقطاع التيار إلى 22 ساعة يومياً. ووسط المشهد القاتم، بادر أحد المطاعم في الجميزة إلى فتح أبوابه لمن يحتاج إلى الكهرباء، لشحن هواتفهم وحواسبيهم، وصولاً إلى أخذ قسط من الإنعاش والتبريد الهوائي.
وقد أعلن مطعم «mayrig» الأرمني، عن أنه لا يشترط على من لبّى دعوته أن يطلب طعاماً أو شراباً، مؤكداً أنه لن يأخذ مقابلاً مادياً. وبحسب الإعلان الذي نشره على صفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي، فإن «المبادرة مستمرة إلى حين نفاد كمية المازوت الموجودة لديه لتشغيل مولداته».

وفي حديث لـ«الأخبار»، أوضح رئيس قسم العلاقات العامة في المطعم، رامي نعمة، أن انفجار مرفأ بيروت في 4 آب 2020، شكّل مفصلاً في تاريخ المطعم، مشيراً إلى أنه «تضرر بشكل كامل، وفقد الكثير من موظفيه، من بينهم اثنان أصيبا إصابةً دائمة»، علماً أن نعمة نفسه تضرّر سمعه من جرّاء الانفجار.

ويتابع: «غير أنه منذ الانفجار، وإكراماً لكل من ساعدنا ووقف إلى جانبنا في ظل غياب الدولة، كان من واجبنا ردّ الجميل والوقوف قدر المستطاع إلى جانبهم»، علماً أن فكرة إعارة الكهرباء، جاءت من ملاحظة بقاء الموظفين داخل المطعم، بدلاً من مغادرتهم خلال استراحاتهم.

ويؤكد نعمة أن: «لا كهرباء في المنازل. فهم يفضّلون البقاء في العمل وشحن هواتفهم والاستفادة من المكيّف، بدلاً من الذهاب إلى منازلهم المظلمة». ويتابع: «حال موظفينا هو حال معظم الشباب والعائلات اللبنانية، لذا قررنا فتح أبواب مطعمنا أمام كل من هم بحاجة للاستفادة من التيار الكهربائي، أو بحاجة للاسترخاء في جو مريح».

وقد فوجىء أصحاب المطعم بالتجاوب الكبير، وبدأت مطاعم أخرى تحذو حذوه. وردّاً على سؤال عن الطريقة التي يؤمّن بها المطعم مادة المازوت، في ظل انقطاع التيار الكهربائي، يجيب نعمة: «نقوم بشرائها من السوق السوداء».


اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا