وصف «مجلس البيئة في القبيات - عكار»، في بيان تفصيلي حول حرائق الأسبوع الماضي، ما جرى بـ«أكبر كارثة بيئية تتعرض لها غابات لبنان».
وأورد «مجلس البيئة»، في التقرير التفصيلي، أن الحريق ابتدأ «مع سحب نار بعلو 40 إلى 50 متراً ودخان كثيف وضخم لا علاقة له بحريق شجر ونبات صافٍ، بل يوحي بأن هناك أيضاً مواد أخرى مشتعلة، بانتظار أن يُثبت التحقيق المنتظر صحة أو عدم صحة ما ندعي». وأمل «مجلس البيئة» بأن يكون التحقيق «جدياً»، معرباً عن اعتقاده بأن «كل هذه الحرائق مفتعلة». وأوضح «مجلس البيئة» أن تدخل عناصر الدفاع المدني الذين حضروا «بسرعة» كان «مستحيلاً في البداية، نظراً لكثافة النيران وارتفاع الحرارة».

وحول الخسائر، لفت تقرير «مجلس البيئة» إلى أنها «لا تحصى. بيئياً هناك غابات بأكملها خسرت أشجارها وبالأخص أشجار الصنوبر البري والسنديان». وأفاد التقرير التفصيلي بـ«أن الثروة الحيوانية المتنوعة من سناجب إلى سلاحف وثعالب وطيور وغيرها، دفعت ثمناً كبيراً»، مُضيفاً أن «تصحر رقعة كبيرة من رئة لبنان سيؤدي حتماً إلى جفاف وانجراف تربة وسيول كبيرة عندما يهطل المطر، بالتالي إلى تغير مناخي».

وطالب «مجلس البيئة» الدولة بـ«العمل جدياً وبسرعة على تبيان الحقيقة وكشف الفاعلين»، وقال إن «لم تظهر السلطات الرسمية اهتماماً جدياً سنكون مضطرين للجوء إلى وسائل أخرى».

كذلك، طالب «مجلس البيئة» وزارة الزراعة والسلطات المحلية بـ«تطبيق قانون الغابات في ما يتعلق بالحرائق، والعمل على حماية الغابة المحروقة من الإنسان الذي يدوس برجليه وبآلياته صغار الشجر الذي سينبت، ومن الماعز الذي يأكل هذا النبات الصغير، وترك الأشجار المحترقة مكانها (...) فالطبيعة تعرف ماذا تزرع وكيف».

وأمل «مجلس البيئة» من كل المعنيين بالعمل على ترك الشجر المحروق في أرضه، موضحاً أنه «لا يصلح أصلاً للتدفئة وله دور كبير في إعادة الحياة إلى الغابة. وإذا كنا نريد مساعدة الناس لإيجاد بديل للمازوت، فلنسمح لهم وبشكل مؤقت ومدروس بتشحيل الأشجار في الغابات التي لم تحترق».