اعتادت أسواق طرابلس أن تشهد يوم السبت من كلّ أسبوع ازدحاماً خانقاً، نتيجة توجّه العائلات من داخل المدينة وخارجها إلى أسواق المدينة المختلفة، بهدف شراء حاجيات ومستلزمات.
لكن المشهد هذا اليوم كان مختلفاً جداً، إذ إضافة إلى تراجع عدد العائلات المتسوّقة في الآونة الأخيرة نتيجة تراجع القدرة الشرائية، فقد أقدم أصحاب محال تجارية ومقاه، على إغلاق محالهم في قسم كبير من أسواق المدينة، التي بدت ظهر أمس شبه فارغة.
هذا الإغلاق لم يقتصر على أسواق ومحال دون غيرها، بل امتد إلى أغلب أسواق ومحال المدينة، من محال بيع المواد الغذائية إلى محال بيع الدخان والألبسة والأحذية، وصولاً إلى محال الأدوات الكهربائية والمنزلية وقطع غيار السيارات والمحامص، وحتى المطاعم.
السبب الرئيسي لهذا الإغلاق الإرادي من قبل التجّار يعود إلى ارتفاع سعر صرف الدولار إلى أكثر من 17 ألف ليرة لبنانية، ما جعل كثيرين يرون أن بيع أي سلعة هو خسارة مضمونة لهم.
«خلّي بضاعتي بالمحل أفضل»، يقول أحدهم وهو يهمّ بإقفال متجره عائداً إلى بيته، مضيفاً: «لا أستطيع أن أرفع السعر أكثر، لأن قدرة الناس على الشراء أصلاً ضعيفة، وإذا بعت أي قطعة فقد لا أستطيع الحصول على بديل لها». وعندما يُسأل عن الحل، يردّ قائلا: «خلّيها على الله».
لكن هذا الإقفال الإرادي لم يمتد إلى بقية أسواق المدينة، ما دفع محتجّين إلى التجوال في شوارع المدينة وإقفال محال الصيرفة في منطقة التلّ ومحال شارع عزمي ومنطقة الضمّ والفرز، حيث تنتشر المقاهي الحديثة ومحال الماركات التجارية العالمية، وهو أمر إستجاب له كثيرون، بينما كان المحتجّون ينهالون شتماً على السياسيين.