أعدّ أساتذة كلية الفنون الجميلة والعمارة في الجامعة اللبنانية ـ الفرع الثالث في طرابلس، دراسة هندسية لإعادة تأهيل وترميم مبنى البلدية الذي أحرقه محتجّون ليل 28 كانون الثاني الماضي، وقضى على أجزاء منه في الطبقات الأرضية والأولى والثانية من المبنى، إضافة إلى قاعة الاجتماعات.
الدراسة المنهجية حافظت على الطابع التراثي للقصر البلدي الذي اتخذته البلدية مقرّاً لها منذ عام 1932، بعدما كان مقرّها السّابق يقع في جزء من مقهى التل العليا المجاور للمبنى الحالي منذ عام 1880، بعد ثلاث سنوات على تأسيس البلدية عام 1877، وقبل أن تضطر أخيراً لعقد جلساتها في مركز رشيد كرامي الثقافي البلدي (قصر نوفل سابقاً) المجاور أيضاً، منذ إحراق مبنى البلدية قبل 6 أشهر.

مدير الكلية الدكتور حسّان الصّمد أوضح لـ «الأخبار» أن 6 أساتذة أنجزوا الدراسة، بعد زيارات ميدانية عدة للمبنى، بجهد استثنائي، إذ لم تتجاوز فترة التحضير 3 أشهر، في حين أن دراسات مشابهة تستغرق سنة بالحد الأدنى.

وستعمل شركة استشارية على تطويرها قبل أن تحيل البلدية الملف إلى الجهات المانحة والدوائر المختصة، لإطلاق تلزيم إعادة ترميم المبنى. وتشمل أعمال الترميم والتأهيل طريقة الفرش ودراسة الأرضيات والأسقف المستعارة والنوافذ والأبواب.

وكانت أربع جهات مانحة أعلنت في وقت سابق عن استعدادها لإعادة ترميم مبنى البلدية على عاتقها، هي تيار المستقبل وتيار العزم ووكالة التنمية التركية «تيكا» والهيئة العليا للإغاثة.

وأشار الصمد إلى أن الدراسة «جاءت بمبادرة منّا من دون مقابل، إذ عرضنا خدماتنا على البلدية بالنظر إلى التعاون المسبق بيننا وبينها، إضافة إلى أنّ عدداً من أعضاء المجلس البلدي الحالي ينتمون إلى الهيئة التدريسية في الكليّة».