عندما افتُتح أول مشروع للمياه في الجنوب في أول تسعينيات القرن الماضي، كان أول الغيث مشروع وادي جيلو القائم على بحيرة كبيرة من الماء، ويكفي قضاءيّ صور وبنت جبيل. نفّذه آنذاك مجلس الجنوب وسلّمه إلى مصلحة مياه لبنان الجنوبي، وأضيفت إليها بعد عدة سنوات محطة آبار يانوح لتكون احتياطاً مائياً مساعداً مجهّزاً بمضخات.
هذه المضخات تغذّي خزانات التوزيع الرئيسية في محطة وادي جيلو، التي بدورها تغذي كامل قرى قضاء صور وبعض قرى بنت جبيل، باستثناء بلدة يانوح التي تحتضن أكبر مشروع مائي «آبار يانوح».

منذ ما يقارب ثلاثة أشهر وبلدة يانوح تعيش انقطاعاً في المياه من محطة الضخ، بسبب عطل لم يُصَر إلى إصلاحه من قبل مصلحة مياه لبنان الجنوبي. وفي هذا السياق، يقول رئيس البلدية علي جابر لـ«الأخبار»، إن «البلدة تعاني من الشح في المياه، والمواطنين يشترون المياه بالصهاريج بكلفة عالية»، مشيراً إلى مراجعات عديدة قاموا بها لدى مدير عام مصلحة مياه لبنان الجنوبي وسيم ضاهر، «ولم يُصَر إلى حل جذري للمشكلة التي تكمن في التمديدات، حيث يوجد خط قديم يغذّي بلدات عيتيت والبازورية ووادي جيلو، لا تستفيد منه بلدة يانوح بسبب ارتفاعها عن القرى المحيطة بها».

المطلوب إذاً أن تأخذ يانوح حصتها من المياه من محطة الضخ الموجودة في «آبار يانوح»، وتجاهل هذا المطلب، بحسب جابر، ينمّ عن «عدم اكتراث لمعاناة المواطنين في هذه الظروف الصعبة، ما أدى إلى خروج العشرات من أبناء البلدة اليوم، وقطعهم مدخل مصلحة مياه وادي جيلو، وإطفائهم المضخات وقطعهم المياه عن باقي القرى. فما كان من مصلحة مياه لبنان الجنوبي إلا أن أرسلت فريقاً فنياً للكشف على الأعطال التي تحرم بلدتنا من المياه».