بعدما ذاع صيت الصنوبر بسبب غلاء سعره الذي لامس المليون ليرة للكيلو الواحد، انتكس الموسم هذا العام في أحراج بكاسين التي تعدّ أكبر غابة صنوبر حامل في الشرق الأوسط.
كأنها «صيبة عين» جعلت كرز الصنوبر أعوراً هذا الموسم، والقنطار الواحد من كروز الصنوبر الذي كان يعطي خمسين كيلو من الحَب الأبيض، لم يعطِ هذا العام سوى 17 كيلو فقط.

يُعزَى السبب، فضلاً عن دودة الصندل، إلى تغيّر المناخ الذي حمل هذا العام ريحاً ساخنة قبل أوانها، فحصل خلل في عملية تلقيح الكروز التي تتم بواسطة الهواء. إذ إنها كانت غير ناضجة، مما جعل الكثير منها خاوياً من الثمار.
(علي حشيشو)

ولذلك، ورغم أن الكيلو منه يباع بين 800 ألف ومليون ليرة، فإنه «خسّير»، كما يقول جورج الحجار الذي يعمل في ضمان الأحراج منذ 40 عاماً. فلقد انعكست قلة المحصول وغلاء أجرة «فرّيط» الصنوبر وكلفة تشحيله ونقله وتكسيره، خسارة مالية على الضّمّان.

«قرّرت أن أترك هذه المصلحة وأنا أبكي»، يقول الحجار، كما إنه قرّر بيع «الجحش» المخصّص لنقل شوالات كروز الصنوبر المقطوفة من الـحراج لأنه بات عبئاً عليه، وتحوّل لزراعة الخضراوات المضمون نجاح موسمها؛ كالخيار والبندورة واللوبية والفاصولياء.

صنوبر جزين ومنطقتها لم يعد مصلحة تُطعم، أصبح مكاناً للنزهات في «الويك أند» أو لمرضى الربو يتنشّقون هواه، لا أكثر ولا أقل، يقولها الحجار بغصة ويمج سيكارته اللف ويحبس دخانها في صدره هنيهات... قبل أن ينفثها ويمضي.