دقّ رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة في طرابلس والشمال توفيق دبّوسي، ناقوس الخطر بالنسبة إلى مستقبل القطاعات الاقتصادية والإنتاجية كافّة، وما ينتظرها من صعوبات، بكشفه أن «11% من المنتسبين إلى الغرفة جدّدوا انتساباتهم خلال سنة 2020، أي أن نسبة 89% من مختلف المؤسسات التجارية والصناعية والزراعية والسياحية إما أقفلت أو تعثرت».

وأوضح دبّوسي، في حديث إلى «الأخبار»، أن هذه الأرقام «بمثابة إحصاء عن واقع الوضع الاقتصادي في طرابلس والشمال»، مشيراً إلى أن «أغلب من جدّدوا انتساباتهم هم ممّن يعملون في الصناعات الغذائية وتصديرها، كالزيت والعسل مثلاً، أغلبهم من عكار والضنية والكورة وزغرتا والبترون، أي من خارج طرابلس»، لافتاً إلى أن «المؤسسات التجارية الأخرى والسياحية لم تجدّد، وكذلك المصارف التي عادة كانت تجدّد انتساباتها مطلع كل عام».

هذا الوضع الاقتصادي وصفه دبّوسي بـ«المخيف»، معتبراً أنه «لم يمرّ في تاريخ الغرفة مثل هذا الوضع، حتى في أيام الحرب الأهلية وحرب السنتين كانت الأمور أفضل من هذه الأيام، وهو واقع يعطي صورة واضحة عن الواقع الذي نعيشه في هذه المرحلة التي نعتبرها الأخطر علينا».

ودفع تراجع نشاط الغرفة، وفق دبوسي، بسبب تراجع القطاعات الاقتصادية المختلفة، وتفشّي فيروس كورونا إلى «صرف 21 موظفاً كانوا يعملون فيها بعد دفع تعويضاتهم، حتى لا نصل إلى يوم نجد فيه أنفسنا غير قادرين على دفع رواتبهم».

لكنّ الواقع الصّعب الذي تعيشه غرفة تجارة وصناعة وزراعة طرابلس والشمال هذه الأيام، لم يمنع دبّوسي، المعروف بتفاؤله الدائم، من «تجاوزه في أقرب وقت، فالأزمات لا بدّ إلا وستنتهي يوماً»، متوقفاً عند «المخزون الكبير من الطاقات والإمكانات المحلية الموجودة لدينا، والإدارة الجيدة لمختلف القطاعات، وإمكانات هائلة للاستثمار المحلي والخارجي، وبنى تحتية جاهزة لا تحتاج سوى إلى إعادة تأهيل للانطلاق في عملية تنموية كبيرة وضخمة».

وذكّر دبّوسي بمشروع «طرابلس الكبرى» الذي أطلقته الغرفة قبل سنوات في المنطقة التابعة لها التي اعتبرها «الوحيدة التي نستطيع أن نبني فيها منظومة اقتصادية واستثمارية متكاملة». والمشروع «يمتد من مرفأ طرابلس حتى مطار القليعات، ضمن إطار واجهة بحرية معظمها مملوك من الدولة اللبنانية، مع وجود سهل عكّار الشاسع الذي يشكّل حاضنة للزراعة والصناعة والتخزين وغيره».