رأى المدير العام لـ«مستشفى بيروت الحكومي الجامعي»، الدكتور فراس أبيض، أنه يمكن التقدير استناداً إلى بعض الدراسات المحليّة، أن حوالى 40% من سكان لبنان قد أُصيبوا بالعدوى، وبإضافة عدد الذين تلقوا اللقاح، فـ«إن 45% من السكان قد حصلوا على المناعة»، مشدداً على أن هذا الرقم «لا يزال بعيداً» عن الحد المطلوب للوصول إلى مناعة القطيع، لكنه «يساعد في الحد من انتشار العدوى المجتمعية».وأكد، في تصريح على حسابه على «تويتر»، أن أغلبية أرقام «كورونا» في لبنان إلى تحسّن: العدد اليومي للحالات الجديدة، معدل الفحوصات الإيجابية، حالات الاستشفاء، وعدد الوفيات، آسفاً لكون البيانات التي تتم مشاركتها علناً في تقرير وزارة الصحة العامة، «غير كافية» لمعرفة أسباب هذا التحسن بدقة.
أبيض اعتبر أن «القيود التي تم فرضها في وقت مبكر من هذا العام، ساعدت في انخفاض الأعداد». وبطبيعة الحال «لا يمكن أن يكون المستوى الحالي المرتفع لحركة السكان، والامتثال الخجول لتدابير السلامة، مثل ارتداء الكمامة، من العوامل المساعدة بشكل أساسي في التحسن الملحوظ والمستمر». لافتاً إلى ضرورة الانتباه لموجات العدوى الحاليّة في بعض البلدان مثل البرازيل والهند، والتي تحدث في مجتمعات كانت قد وصلت إلى ما يقرب من 50% من المناعة المكتسبة عند سكانها، بسبب متحوّرات فيروسية جديدة، محذّراً من أنه «أمر يمكن أن يحدث في بلدان أخرى بما في ذلك لبنان».
كما أوضح أن «حصول فئات عمرية محددة على اللقاح، قد يفسر سبب الانخفاض في الوفيات، لكن العدد الإجمالي للملقحين لا يفسر الانخفاض في الحالات اليومية»، مضيفاً «تم اقتراح عوامل أخرى كأسباب لانخفاض الأرقام، مثل التغيّر في حالة الطقس، لكن فيروس «كورونا» ليس موسمياً، كما تعلن دول قريبة وذات مناخ مشابه، مثل تركيا، عن أعداد حالات قياسية».
وخلُص أبيض إلى أن «التفسير الحقيقي مزيج مما ورد أعلاه. وإنه لأمر مؤسف أن باحثي الأوبئة في جامعاتنا المرموقة لا يستطيعون الوصول إلى البيانات، فمن الممكن أن يساعد ذلك في الوصول إلى فهم أفضل للوضع الحالي».

اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا