فقد عشرات النحّالين، بسبب الطقس الحار، قفرانهم التي كانوا قد نشروها في بساتين وحقول السهل الساحلي في منطقة صور، بسبب لجوء المزارعين إلى الرشّ العشوائي لمزروعاتهم بالمبيدات، لحمايتها من الحشرات التي تستهدفها في مثل هذا الوقت من السنة، ومنها ذبابة الساحل.ويعتمد مربّو النحل في المناطق الساحلية خلال فصل الربيع، على قطاف ما تخزّنه قفران النحل من العسل، الذي يجنيه من زهور الأشجار في شهرَي آذار ونيسان. إذ تنتشر مجموعات النحل في بساتين الحمضيات والأفوكادو والأشجار المثمرة، المنتشرة على الساحل الجنوبي، والتي تشكل مرعى تعتمد عليه، وهي بدورها تعتمد على النحل لتلقيح زهورها وتحويلها إلى ثمار. وللمفارقة، يؤكد المزارعون أنفسهم بأن تلقيح النحل لأزهار الليمون والأفوكادو يرفع إنتاجيتها إلى 400 في المئة.

(مروان طحطح)


المخاطر المحدقة بقفران النحل والمربّين
يضع مربّو النحل قفرانهم في المناطق الساحلية، تجنباً لمخاطر تعرّضها للإبادة نتيجة استخدام أصحاب البساتين المبيدات الحشرية السامة لمكافحة ذبابة البحر المتوسط. بحيث تتحرك هذه الذبابة في المناطق الساحلية خلال فترة ارتفاع درجات الحرارة، وتصيب ثمار الفالنسيا والغريب فروت وما تبقّى من موسم الحمضيات، ما يُجبر المزارع على رش مزروعاته ويجبر المربين على نقل قفران نحلهم إلى المناطق الجبلية لحمايتها من الإبادة.
وكما في كل عام، أطلق مربّو النحل الصرخة للمطالبة بوضع حد لإدخال المبيدات الحشرية السامة إلى لبنان، بهدف الحفاظ على قطاع تربية النحل الذي ارتفع عدد العاملين فيه 20 في المئة عن الأعوام الماضية.



وقد شكا أحد النحالين «تعرّض مُزارع الحمضيات للتضليل من قبل تجّار المبيدات، الذين يوهمونهم بجدوى استخدام الأنواع السامة للحفاظ على ما تبقّى من موسم رجعي من ذبابة الفاكهة، من دون وجود سند علمي».
وتجدر الإشارة، إلى أنه في السنوات الأخيرة، برزت مهنة جديدة اصطلح على تعريفها بـ«موتير الرش»، حيث يملك صاحب المهنة مولّداً مع رشّاش، يضخ المبيدات مع المياه ويتنقل بها على شاحنة صغيرة.
عليه، طالب النحّال وزارة الزراعة بمراقبة المبيدات المستوردة والالتزام بالمعايير الصديقة للبيئة في ترخيص أصنافها.

اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا