لليوم الثالث على التوالي، تتوقّف الأفران العاملة في مدينة صور عن تسليم كميات الخبز للموزعين المعتمدين لديها في منطقة صور وبنت جبيل. وهو ما تسبّب بزحمة وطوابير من المواطنين، الذين اصطفّوا على أبواب الأفران للحصول على ربطة الخبز.
أكثر المتضررين هم سكان القرى الذين يعتمدون في حصولهم على ربطة الخبز، على السوبرماركت والدكاكين المنتشرة في القرى، التي كانت ترفدها بالخبز عن طريق الموزعين المعتمدين لدى الأفران.

الكل مُحرج ومستاء، أولهم أصحاب الأفران الذين لديهم مشكلة في سعر ووزن الربطة مع وزارة الاقتصاد، وصولاً إلى أصحاب الفانات العاملة في مهنة توزيع الخبز، الذين تداعوا منذ ساعات الصباح الأولى إلى تنفيذ اعتصام أمام كلّ الأفران في منطقة صور، طالبوا خلاله بمعالجة سريعة وحل للأزمة، التي يدفع ثمنها المواطن وأصحاب سيارات التوزيع الذين أصبحوا عاطلين عن العمل.

محمد شلهوب، تحدّث باسم موزعي الخبز، محمّلاً المسؤولية لوزارة الاقتصاد واتحاد نقابات الأفران، اللذين يعملان على إذلال المواطن، الذي يُضطر إلى النزول من القرية إلى مدينة صور، لشراء ربطة الخبز. وهذا يرتب عليه مصاريف إضافية في ظل وجود أزمة محروقات. ووصلت الأمور إلى أن تكون هناك سوق سوداء، حيث وصل سعر ربطة الخبز إلى خمسة آلاف ليرة.

وفي طرابلس أيضاً، نفّذ عدد من موزعي الخبز اعتصاماً أمام أفران لبنان الأخضر، قبل أن يقوموا بقطع الطريق الرئيسي الذي يربط بين مدينتَي طرابلس والميناء لبعض الوقت، بعدما تضامن معهم عدد من المواطنين.
إلا أن تدخّل الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي، أسهم في فك الموزعين للاعتصام وإعادة فتح الطريق، بعدما تلقّوا وعوداً بأن يُحلّ الموضوع يوم غد.

أحد الموزعين الذي لفت إلى أن «80 عائلة تعتاش من توزيع الخبز في أفران لبنان الأخضر فقط، في فرعه بطرابلس»، حذّر من أنه «إذا لم نتسلّم الخبز غداً باكراً، فسوف نعتبر أن الموضوع أصبح شخصياً بيننا وبين الأفران والنّقابة ووزير الاقتصاد، وغداً لن ننزل لوحدنا إلى الشارع بل سينزل معنا الشعب، لأنه ليس مقبولاً أن نُذل ونقف في الطابور من أجل الحصول على ربطة خبز».
هذا التحذير أكد عليه موزع آخر، نبّه من أنه «إذا لم يسلّموا الموزعين الخبز غداً، سيكون هناك تصرّف آخر».

اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا