اعتصامات المستأجرين القدامى تتواصل منذ أكثر من أسبوع، والمطلب نفسه «رد القانون يا رئيس»، أي لا توقّع قانون تحرير عقود الإيجارات المعقودة قبل عام 1992، الذي أقره مجلس النوّاب. هذه المرّة كان الاعتصام على درج المتحف الوطني، احتشد المستأجرون هناك، ومشوا في مسيرة نحو وزارة العدل لما تحمل من رمزيّة قانونيّة. كلمات عديدة ألقاها ممثلون عن أحياء بيروت كالدكوانة، المصيطبة، طريق الجديدة، فرن الشباك، الحمرا، الأشرفية.
وكأن رئيس الجمهورية ميشال سليمان يقف أمامهم، استعملوا كافة الحجج والبراهين لإقناعه بأن القانون «أسود» ويجب أن لا يوصم عهده الذي شارف على النهاية «بسواد» هذا القانون.
وكان وفد من المستأجرين قد زار وزير السياحة ميشال فرعون، الذي رأى أن القانون قد مرّ ويجب عدم النزول إلى الشارع بل تنظيم الأفكار لعرضها ودرسها لإدخال بعض التعديلات على القانون «لتحسينه والسير بها في مجلس النواب». بحسب رأيه، هناك أمور في القانون مهمّة جداً ولمصلحة المالكين والمستأجرين معاً. وأشار إلى أنه طلب منذ أسبوع من جمعيّة التجّار ومن أحد المحامين «دراسة الموضوع».
عضو «لجنة المؤتمر الوطني للدفاع عن المستأجرين» كاسترو عبد الله، أكّد لـ«الأخبار» أن المستأجرين مستمرّون بتحركاتهم في الشارع، لأنه الحل الوحيد للضغط من أجل عدم توقيع القانون، معرباً عن الرفض الكامل لهذا القانون من جذوره. وأضاف: «نحن قد بعثنا رسائل عديدة للنوّاب عبرنا فيها عن هواجسنا وتحفظاتنا على هذا القانون. لذلك أفكارنا قد عرضناها، لكن النوّاب للأسف أقروا القانون دون الأخذ بها. والبعض منهم يبرّر أنه لم يكن على علم بحيثيات القانون وبأنه غير عادل لجهة المستأجرين».
«كرة الثلج ستكبر»، عبارة يرددها دائماً المستأجرون على مكبر الصوت الذي يتناقلونه في الاعتصامات، آملين مشاركة أوسع في كل مرّة. إلى الآن، أعداد المعتصمين ليست كبيرة، ولكن صدى تحرّكاته يتفاعل، والمشاركة تتعدد من كافة الأحياء البيروتية وكافة المناطق، لكن لجنة متابعة المؤتمر الوطني للمستأجرين تراها غير كافية، وهي تستعمل كل الطرق لحشد عدد أكبر في كل مرّة، منها سيّارات تجوب في الأحياء وتنادي بمكبّر الصوت، تشرح القانون للناس وتحفزهم على المشاركة في الاعتصامات، ومنها دعوات مباشرة عبر لجان في كل حي ومنسقين مهمتهم شرح القانون وحثّ الناس أيضاً.