تعثّرت محاولات البقاعيين لتجهيز مؤونة التدفئة للعاصفة المقبلة، مع تجدد أزمة انقطاع المحروقات في البقاع. فمنذ أكثر من أسبوع، يعاني أبناء البقاع وبعلبك الهرمل من شحّ مادتَي البنزين والمازوت في محطات الوقود في المحافظتين.
بعض المحطات أقفلت، وزنّرت محيطها بأشرطة ومستوعبات كعوائق لمنع السيارات من الاقتراب. أما المحطات التي فتحت أبوابها، فقد فرضت على الزبائن تقنيناً حاداً في كمية الوقود التي قد يحصلون عليها حتى وصلت إلى «غالون» مازوت أو «نصف تنكة» بنزين لكل زبون.

يقول أصحاب المحطات إن الأزمة تجددت منذ أسبوعين بعدما توقفت مصافي الزهراني وطرابلس عن تسليم المحروقات بذريعة أن العمال أصيبوا بفيروس «كورونا» في محطة طرابلس، علماً بأن الباخرة المحملة بالوقود وصلت منذ أسبوعين، حين كان من المفترض أن تفرغ حمولتها، بحسب أحد تجار الوقود في المنطقة. التاجر أكد أن الأزمة «مفتعلة من قبل الجميع، بدءاً بالمصفاتين، وصولاً الى شبكة التهريب، مروراً بشركات تسليم المحروقات إلى المحطات».

أما صاحب إحدى محطات المحروقات في بعلبك، فقد أكد أن الأزمة المالية ناجمة عن عدم تسليم شركات النفط المستوردة الكميات اللازمة لأصحاب المحطات. ويقول في هذا السياق «يسلّموننا بالقطارة كالشحادين. المحطة التي تستهلك 50 ألف ليتر يومياً، لا تتسلم إلا ثلث الكمية أو نصفها كحد أقصى، ما يضعنا في مشكلة أمام الناس».

من جهة ثانية، يتجدد الحديث عن استمرارية التهريب برغم اتخاذ الجيش والقوى الأمنية إجراءات صارمة. ويؤكد صاحب إحدى محطات المحروقات في البقاع الشمالي أن «تدهور العملة الوطنية بالمقارنة مع العملة السورية والدولار الأميركي جعل من المحروقات اللبنانية شبه مجانية قياساً إلى سوريا، الأمر الذي فتح الباب مجدداً الى التهريب وبوسائل مختلفة».