مساء أمس، أصدر محافظ الشمال رمزي نهرا قراراً يقضي بـ«عزل بلدة القلمون عن محيطها، ومنع الدخول إليها والخروج منها إلا للحالات الاستثنائية، وإلزام سكان البلدة منازلهم، لتمكين الفرق الصحية من القيام بواجبها وإجراء الفحوصات لكل المختلطين بالمصابين، لمحاصرة وباء كورونا ومنع انتشاره».قرار نهرا، بناءً على توجيهات وزير الداخلية محمد فهمي، جاء بعد ارتفاع أعداد المصابين في البلدة والمشتبه بمخالطتهم للمصابين في الأيام القليلة الماضية، وبعد يوم من إعلان البلدية حال طوارئ في البلدة التي يقارب عدد سكانها الـ 15 ألفاً، أقفلت بموجبها المقاهي والمنتجعات البحرية والأماكن العامة. وأعلنت دائرة أوقاف طرابلس إغلاق مساجد البلدة كإجراء احترازي.
ووصف رئيس بلدية القلمون طلال دنكر الوضع الصحّي في البلدة بأنه بات «اشبه بقنبلة موقوتة»، بعد وصول عدد الإصابات بالفيروس إلى 10، وبعدما كشفت الفحوصات المخبرية التي أجراها فريق وزارة الصحّة، أمس، على نحو 60 شخصاً اشتبه بمخالطتهم لمصابين، عن ظهور خمس إصابات جديدة. البلدية حمّلت في بيان «كامل المسؤولية القانونية لأي شخص يخفي إصابته بفيروس كورونا عن لجنة طوارئ القلمون ووزارة الصحّة»، فيما انتشر عناصر الجيش في البلدة ونظّموا دوريات راجلة دعت عبر مكبرات الصوت الأهالي، «حفاظاً على سلامتهم، إلى ملازمة منازلهم وعدم مغادرتها إلا للضرورة القصوى، وعدم التجمّع، تحت طائلة المسؤولية».
دنكر اعتبر أن «تقصير» وزارة الصحّة، كان «وراء تفشّي الفيروس في البلدة»، إذ «لم تبلغنا بوجود إصابات في البلدة، رغم أن نتيجة الفحوصات على المصابين ظهرت السبت الماضي، كما أن المصابين لم يبلغونا بالأمر، إلى أن عرفنا الثلاثاء الماضي من مصادر غير رسمية بوجود إصابات في البلدة». وقال دنكر إن «عدم معرفتنا بالمصابين المجهولين أمر يرعبنا»، مؤكداً إجراء فحوصات عشوائية مرة جديدة للمشتبه بهم من المخالطين.
تداعيات انتشار فيروس كورونا في القلمون امتدت إلى خارجها، وخصوصاً أن الكثير من أبنائها يعملون في عدد من المناطق. وفي هذا السياق، أصدر محافظ الشمال مساء أمس قراراً بإقفال سرايا طرابلس ابتداءً من مساء أمس حتى صباح الإثنين»، بعد إصابة و. ع.، وهو مختار من القلمون، بالفيروس بعدما تبيّن أنه «اختلط بعدد من المواطنين والموظفين على مدى الأيّام السابقة، كونه يعمل حلاقاً، وستقوم الفرق التابعة لوزارة الصحة بإجراء الفحوصات اللازمة لكل الذين اختلطوا به».
وفي محلة أبي سمراء في طرابلس، أقفل فرع أحد المصارف في المنطقة أبوابه بعدما تبين إصابة أحد موظفيه، وهو من القلمون، بالفيروس. كما ساد الذعر مكتب منسقية تيار المستقبل في طرابلس بعد اكتشاف إصابة أحد العاملين فيه، وهو من القلمون، ونقله العدوى إلى أحد مسؤولي المكتب.