في وقت تكافح فيه الولايات المتحدة لخفض عدد الوفيات المتصاعد نتيجة تفشّي فيروس «كورونا»، ارتأى الرئيس الأميركي دونالد ترامب نقل المعركة مع حكّام الولايات التي ترفض تخفيف إجراءات العزل إلى مستوى جديد، وعاد الى اتهاماته للصين في محاولة لحرف الأنظار عن تخبّط إدارته في مواجهة الخسائر الاقتصادية، والارتفاع الكبير في نسبة البطالة، بعدما كان انخفاضها الدعامة الأساسية التي يبني عليها فرَص إعادة انتخابه. وقد احتدم الجدل بين ترامب وحكام الولايات الأشدّ تضرراً، بعدما زعم أنّ لديهم إمكانات لإجراء ما يكفي من الفحوص. وهاجم حكّام عدد من الولايات إدارة ترامب بشأن خطتها لرفع الإغلاق في أنحاء البلاد. ويأتي ذلك فيما أعلن نائب الرئيس مايك بنس أنّ كل ولاية أميركية تملك القدرة على إجراء ما يكفي من الفحوص بما يسمح بإعادة فتح الاقتصاد واستئناف الحياة الطبيعية بشكل جزئي. لكنّ بعض حكام الولايات قالوا إن القدرة على إجراء الفحوص أدنى من المستوى المطلوب لتجنّب تفشٍّ جديد للفيروس. يأتي ذلك فيما سجّلت الولايات المتحدة، حتى الآن، 770,076 إصابة وأكثر من 41 ألف وفاة. لكنّ حاكم فرجينيا رالف نورثام ردّ على ادعاءات الإدارة الجمهورية، قائلاً: «هذا مجرّد وهم». أمّا غريتشن ويتمر، الحاكم الديموقراطي لولاية ميشيغن، فقال: «يمكننا مضاعفة عدد الفحوص التي نجريها يومياً، مرّتين أو ثلاثاً، إذا توافرت لدينا الأدوات الكافية»، داعياً الحكومة الفدرالية إلى تقديم مزيد من المساعدات.
في غضون ذلك، انتشرت الاحتجاجات المناهضة للإغلاق في مدنٍ أميركية عديدة، بدعمٍ من ترامب الذي دعا في سلسلة تغريدات إلى «تحرير» سكان ميشيغن ومينيسوتا وفيرجينيا - وهي ولايات حكّامها من الديموقراطيين - من قيود ملازمة المنزل. واعتبر الديموقراطي جاي إنسلي، حاكم ولاية واشنطن، أنّ «وجود رئيس أميركي يشجّع الناس على انتهاك القانون أمر خطير»، فيما رأى الحاكم الجمهوري لولاية ميريلاند، لاري هوغان، أنّ تشجيع ترامب للمتظاهرين الذين اعتصموا في مبنى مقر الولاية «لم يكن مفيداً».
من جانب آخر، جدّد الرئيس الأميركي هجماته على الصين، متّهماً إياها بـ«إخفاء» خطورة الوباء. وقال إنه لا بدّ أن تواجه عواقب إذا كانت «مسؤولة عن عمد» عن جائحة «كورونا». وأضاف أن السؤال الآن هو عمّا إذا كان ما حدث بشأن الفيروس «خطأ خرج عن السيطرة أم أنه تمّ بشكل متعمّد». وأثار تساؤلات بشأن مختبر في مدينة ووهان قالت محطة «فوكس نيوز»، الأسبوع الماضي، إن من المرجّح أن يكون قد طوّر فيروس «كورونا».
وعلى مستوى احتواء الأزمة الاقتصادية المستفحلة، أكّد البيت الأبيض ونواب ديموقراطيون في الكونغرس أنّهم قد يتوصّلون إلى اتفاق قريباً بشأن توسعة المستفيدين من المساعدات الحكومية إلى الشركات الصغيرة، فيما يأمل الديموقراطيون تخصيص أموال للمستشفيات وحكومات الولايات. وقال وزير الخزانة ستيفن منوتشين لشبكة «سي إن إن»: «أعتقد أننا قريبون جداً من اتفاق»، وطرح رقماً جديداً هو 300 مليار دولار، أي أكثر من مبلغ الـ250 مليار دولار التي كان قيد المناقشة الأسبوع الماضي.
(رويترز، أ ف ب)