ليلى سليماني... «ماري أنطوانيت» الحجر المنزلي

  • 0
  • ض
  • ض
ليلى سليماني...  «ماري أنطوانيت» الحجر المنزلي

أثارت ليلى سليماني سخط القرّاء والكتاب في فرنسا بعدما نشرت يوميّاتها في الحجر المنزلي جرّاء انتشار فيروس كورونا في جريدة «لو موند» الفرنسية. الروائية المغربية الفرنسية التي نالت جائزة «غونكور» الأدبيّة قبل سنوات، سردت كيف انتقلت مع أطفالها إلى منزلها الريفي للحجر الشهر الماضي، وأقنعتهم بأن التجربة تشبه إلى حدّ ما حياة «الجميلة النائمة». واستفاضت في وصف مشهد الفجر وهو يشقّ من خلف التلال والعشب وغيرهما من المشاهد الطبيعية التي تجعل الحجر المنزلي يبدو كما لو أنه فترة نقاهة. وبهذا تجاهلت سليماني تماماً حياة من هم مجبرون على البقاء في المدن، خصوصاً الباريسيين الذين لا يملكون إلا الشقق الضيّقة من دون وجود خيار لهم بالذهاب إلى الأرياف.

نقاهتها في منزلها الريفي أشعلت انتقادات تتعلّق بالصراع الطبقي

مقالة سليماني، أثارت تعليقات وانتقادات تتعلّق أوّلاً بالصراع الطبقي، فقد وصفها الاقتصادي الفرنسي توماس بروشيه بأنها مقالة غير لائقة، فيما ذهب آخرون بعيداً في السخرية من يومياتها، قائلين إن على الفقراء أن يقرأوا اليوميات لكي يخفّفوا من وطأة العيش في شقّة تبلغ 15 متراً. أما أشدّ الانتقادات التي طالتها، فكانت من الروائية الفرنسية ديان دوكريه التي قالت إن سليماني هي نموذج عن نخبة فرنسية مثقفة يبدو أن الثورة الفرنسية بالنسبة إليها لم تحدث إطلاقاً، واصفةً سليماني بأنها ماري أنطوانيت وهي تحاول أن تلعب دور الفلاحة في حدائق قصر فرساي. في مقالتها المنشورة في «مجلّة ماريان»، واصلت دوكريه نقدها اللاذع لسليماني بالتركيز على الصراع الطبقي الذي ظهّره الحجر المنزلي. فقد ذكرت حادثة انتحار جارها برمي نفسه من نافذة الشقّة بعدما طرده المالك منها، لأنه كان يعتزم بيعها.

0 تعليق

التعليقات