وفي اليوم السابع، تواصلت التحركات الإحتجاجية في صيدا وعين الحلوة والمية ومية ضد قرار وزير العمل كميل بو سليمان، بفرض حيازة الفلسطينيين إجازة عمل. خيمة الإعتصام عند مدخل المخيمين، تحولت إلى ملجأ للعاطلين من العمل من اللاجئين الفلسطينيين، قبل القرار وبعده، وإلى مزار للقوى السياسية المتضامنة مع القضية الفلسطينية. بشكل لافت، لا يزال مشهد الوحدة بين مختلف الفصائل الفلسطينية والقوى الإسلامية والشباب المسلم، صامداً. تجمعات ومسيرات مشتركة ومبادرات فردية ومن أحزاب لتوزيع ولائم الطعام للمعتصمين وللأهالي لدعم قرار مقاطعة البضائع اللبنانية، لا سيما الخضر واللحوم. صيدا وبرغم تفاقم خسائرها الإقتصادية من المقاطعة، إلا أن جمهور التيار الوطني والتنظيم الشعبي الناصري لا زالوا يدعمون التحركات التي ينفذها فلسطينيون يقيمون في المخيمات وفي المدينة. وككل يوم، جابت المدينة مساء أمس مسيرة للسيارات والدراجات النارية ترفع رايات فلسطين وحزب الله وحركة أمل والتنظيم.خلاصة تضامن عاصمة الجنوب التاريخي مع القضية الفلسطينية وأهلها منذ زمن معروف سعد، جسّده الأمين العام للتنظيم النائب أسامة سعد الذي أطلق مساء امس من مركز معروف سعد «مشروع وثيقة حول حقوق اللاجئين الفلسطينيين في لبنان». إذ دعا إلى اغتنام الفرصة للضغط نحو إقرار الحقوق المدنية والإجتماعية والإقتصادية كافة. الوثيقة استعرضت أسباب أحقية الفلسطينيين في لبنان بالحصول على حقوق العمل والتنقل والمسكن والتملك والتقاضي والتظاهر والحصول على بطاقة هوية «ما عدا الحصول على الجنسية والمشاركة في وظائف الدولة». واعتبر في كلمة له أمام حشد من ممثلي القوى والفصائل الفلسطينية والأحزاب الوطنية اللبنانية والناشطين، بأن الوثيقة «دليل عمل في مواجهة المشروع الأميركي لتصفية القضية الفلسطينية»، داعياً إلى «استثمار الوعي وتطوير الحراك الذي استدعاه قرار بو سليمان». اللقاء التأسيسي الأول للوثيقة خرج بتشكيل لجنة متابعة بين صيدا وعين الحلوة تنبثق منها لجان اقتصادية واجتماعية وقانونية لوضع اقتراحات قوانين تعهد سعد بتقديمها إلى المجلس النيابي.
وقبل بدء اللقاء، كان حشد من المحتجين بانتظار سعد في باحة المركز حيث استقبلوه بالطبل والهتافات منها «عين الحلوة بتقول، معك صيدا على طول» و«معروف وأبو عمار رمز الثورة والثوار». فيما دعاهم سعد الى ضبط التحركات وعدم الإنجرار إلى الفوضى في المخيمات أو خارجها «لأنها تضر بالمطالب المحقة».