الذي أطلق النار ليس رجلاً واحداً. مجموعة من الرجال وتضم غالبيتهم. نظام يتسلح بالقبيلة. والدولة تعمل في خدمة المحكمة الشرعية ويعملان معاً من أجل مصلحة مشتركة. منذ عامين، وغدير واحدة من مئات يركضن هرباً. وعندما أدرن ظهورهن لتقررن المواجهة، انتبه الجمهور إلى أهمية البحث عن هيبة الدولة، وضرورة العثور عليها بأي طريقة. قبل أعوام كان الموسوي واحداً من هؤلاء. عاد وغيّر رأيه. عرف معنى المحكمة الشرعية عن قرب. ليس مجرد شاهد، وليس الأب الذي نتحدث عنه، إنما النائب الذي نبحث عنه منذ وقت بعيد. الشخص الذي يتغيّر. اتصل الموسوي بصحافيين تابعوا قصص النساء، وتابع البحث بجدية. صار من المطالبين بوضع حد لهيمنة المحكمة الذكورية. وهذا ما نبحث عنه في نقطة تبدو هامشية. ولكنها هامّة لآلاف النساء اللواتي عُلِقت مصائرهن وأحياناً كراماتهن على حبال المحاكم. نقطة هامة في حياة اللبنانيين، إن أرادوا يوماً ما، لا أحد يعرف إلا الله متى يأتي، أن يخرجوا من مزرعة اسمها الطائفة، وحارس لهذه المزرعة، اسمه الدولة. دعونا نتحدث عن كرامة المرأة. البحث عن هيبة الدولة سيستغرق وقتاً أطول. غالبنا يظن أننا لن نجدها. أليس غريباً أن الحديث عن الهيبة يقترن دائماً بذكورية شنيعة؟
«الهيبة». هذا كل ما في الأمر. الاسم يبدو مألوفاً للجميع، من التلفزيون إلى الحقيقة. هيبة الزوج، هيبة المحكمة، هيبة الأمة، وطبعاً هيبة الدولة. يجب أن يكون ثمة «هيبة» ما، تتفاوت درجة خوفنا منها، وتكون بمثابة قميص يجب علينا أن نتحمل وزر بقايا الدم التي عليه، والتي ارتكبها أصحاب الهيبة وأهلها. الهيبة التي هي بديل عن تفاهة اسمها الرجولة. وفي حالة المحكمة الطائفية هي ستار أسود فوق وجه العدالة. المطاردة التي حدثت أمس ليست الأولى، وليس الأخيرة. طريق النساء إلى العدالة طويلة، لإزالة المحاكم الشرعية الجاثمة على قلوبهن كالاسمنت.