تكليف بو كسم، الذي لم يفز في انتخابات مجلس الفرع التي جرت في 29 الشهر الماضي، أتى بعد طعن في النتائج تقدمت به عضو مجلس الفرع هدى عبدالله (الفائزة بالانتخابات)، ادعت فيه بأنها أُلزمت على الانتخاب بالإكراه! لكن في وقائع اليوم الانتخابي، كما ترويها مصادر أكاديمية، فإنّ رئيس مجلس المندوبين (محسوب على حركة أمل) الدكتور علي رحال «مارس ضغوطاً على عبدالله لمقاطعة الانتخابات بهدف تعطيل النصاب. إلاّ النصاب تحقق من دونها، فأبدت استعدادها للمشاركة شرط التصويت لها وضمان فوزها. بدأ الاقتراع وسارت العملية الانتخابية على ما يرام، ونظّم محضر بالنتيجة، لم توقّعه عبدالله، من دون أن تبدي أي اعتراض». وسرعان ما أصدر رحال بياناً يدعو الأساتذة إلى التضامن مع عبدالله «التي احتجزت في مكان الاقتراع وأكرهت على الانتخاب»، وبادر إلى نشر الطعن الذي كتبته الأخيرة بخطها، قبل تسجيله أصولاً وتحويله إلى شكوى.
تدخلات سياسية ومذهبية... وأيوب ينتظر «تهدئة النفوس»!
رئيس الجامعة فؤاد أيوب قال لـ «الأخبار» إنّ تكليف بو كسم كان «قراراً عقلانياً ومؤقتاً، في انتظار صدور نتائج التحقيق» الذي تجريه لجنة كلّفها التحقيق في مجريات الأحداث. فيما تؤكّد مصادر أكاديمية أن اللجنة أنهت أعمالها منذ أكثر من أسبوع، إلاّ أنّ أيوب لم يصدر تقريره بعد. وعما أشيع عن ضغوط مورست على رئيس الجامعة لاختيار بو كسم منذ ما قبل الانتخابات، أكّد أيوب أن التكليف نابع من أن بو كسم «أستاذ جدي ومستقيم، وهو الخيار الأنسب وأفضل الممكن في هذه المرحلة الحرجة والانتقالية». وجزم أنّه سيصار إلى تعيين مدير «وفق الأصول القانونية عندما تهدأ النفوس»! وعن الوقائع التي أوردتها المصادر الأكاديمية، قال رئيس الجامعة: «لست معنياً بما حصل، ولم أتدخل بمجريات التحقيق لا من قريب ولا من بعيد».
اللافت أن النائب القواتي جورج عقيص تقدّم، بعد يوم واحد من الانتخاب، بإخبار لدى النيابة العامة الاستئنافية في البقاع للتحقيق في الأمر استناداً إلى طعن عبدالله وبيان رحال.
المصادر الأكاديمية لفتت إلى أن ضغوطاً وتدخلات سياسية وحزبية تمارس على رئيس الجامعة، خصوصاً من مرجعيات مسيحية، لإعطاء منصب إدارة الكلية إلى أكاديمي مسيحي بذريعة «تهميش المسيحيين». وتؤكد أن الحديث عن تهميش وخلل ميثاقي «غير واقعي، خصوصاً في البقاع. فمن أصل 6 مديرين لفروع الجامعة، هناك 3 للمسيحيين و3 للمسلمين. ومع تكليف بو كسم، صار عدد المسيحيين 4.