ورغم اعتراضات مديري المدارس والمسؤولين في المنطقة التربوية في بعلبك ــــ الهرمل، أعطى وزير التربية السابق مروان حمادة موافقته على إنشاء الوحدة، على أن تشغل غرفة مقدمة من قائمقامية الهرمل وفقاً لكتاب من القائمقام رقمه 1102/4، في انتظار استكمال الإجراءات اللازمة. وبعد الموافقة، احتفى الساعون إلى إنشاء الوحدة برفع لافتات في شوارع المدينة، وقدموا ما حصل على أنّه يأتي في سياق سياسة «الإنماء المتوازن»، وكإنجاز للمكتب التربوي لحركة أمل! ومع أن كتاب الوزير لم يتضمن الآلية التي ستعمل الوحدة على أساسها والموظفين الذين سيتولون إدارتها والذين يفترض أن ينتموا إلى ملاك الوزارة، سرّب «عرّابو» الوحدة أسماء غير حقيقية للموظفين.
ليس هناك أسباب تربوية موجبة لإنشاء الوحدة
يذكر أنها ليست المرة الأولى التي تنشأ فيها وحدة تربوية مصغرة ضمن منطقة تربوية. فقد سبق للشبكة نفسها أن ضغطت لإنشاء وحدة في منطقة بئر حسن تابعة للمنطقة التربوية في بعبدا لتسيير ملفات المدارس الخاصة ــــ الدكاكين في منطقة الضاحية الجنوبية لبيروت.
حتى الآن، لم تبدأ الوحدة المستحدثة في الهرمل عملها، لكن الالتفاف على المنطقة التربوية في بعلبك استدعى من مسؤولي هذه المنطقة إعداد مطالعة قانونية رُفعت إلى حمادة، وحذّرت من انطواء المشروع على فساد تربوي، وخصوصاً أنّ «العرابين» لم يستشيروا المنطقة التربوية التي «لن توافق أصلاً على استحداث مثل هذه الوحدة، ولن تتحمل مسؤولية التوقيع على أي وثيقة أو إفادة صادرة عنها». ونفت المطالعة أن تكون هناك أسباب تربوية موجبة لإنشاء الوحدة، سواء لجهة المسافة التي تفصل بين الهرمل وبعلبك أو لجهة عدد المدارس في الهرمل وقضائها (تضم 11% فقط من مدارس البقاع). كما أن الطلب لم يحصل على موافقة إدارة الأبحاث والتوجيه في مجلس الخدمة المدنية على مكان الوحدة، أي مقر القائمقامية.
«الأخبار» علمت أن حمادة وعد بإعادة النظر بالموافقة بناءً على المطالعة القانونية. إلا أنّ قرار العودة عن الوحدة لم يصدر بعد، أو على الأقل لم يبلّغ خطياً الى الدوائر الرسمية المعنية، ما قد يخبئ نية مبيتة لإمراره بالسر أو تحت الطاولة.