في 16 آذار 2017، أقر مجلس النواب «فرض غرامة على إشغال الأملاك العمومية البحرية أو النهرية أو الأملاك التي تقع على خط سكك الحديد، تحدد قيمتها بما يعادل ثلاثة أضعاف قيمة الرسوم المتوجبة على الإشغالات المماثلة المرخص لها». القرار عدّل قيمة الرسوم التي كانت تستوفى من شاغلي خط سكك الحديد بموجب قوانين وضعت عند إنشاء مصلحة سكك الحديد. وعليه، صار الشاغلون يدفعون بدل بضع مئات ألوف الليرات عشرة ملايين ليرة كحد أدنى. أحد الشاغلين الذين تتوجب عليهم القيمة المعدلة، منى خليل التي تملك مع أشقائها بستاناً على شاطئ المنصوري، يقطعه خط سكة حديد طرابلس – بيروت – فلسطين الذي أنشأه الجيش الإنكليزي عام 1942. ولأن خليل أسست حمى للسلاحف البحرية على الشاطئ المقابل لبستانها، تحولت الضريبة المستحقة إلى قضية رأي عام.على صفحتها على «فايسبوك»، كتبت: «أصبحت منى خليل التي أمضت عمرها في حماية الشاطئ وتحافظ على كل شيء جميل، كاسرة الدولة ومخالفة». المنشور جاء على خلفية تلقي خليل من مندوبي مصلحة سكك الحديد بلاغاً يطلب سداد عشرة ملايين ليرة لقاء إشغال أملاك المصلحة. ما كتبته خليل استدعى حملة تضامنية معها، انتقدت «تحصيل المصلحة التي لا تعمل للغرامات». صخب المتضامنين والمنتقدين أضاع جوهر القضية وأوحى بأن خليل متعدية على أملاك سكك الحديد.
رئيس المصلحة: عدم تشغيل القطار لا يبرر التعدي على الأملاك العمومية


في اتصال مع «الأخبار»، أوضح المدير العام لمصلحة سكك الحديد زياد نصر بأن الأمر لا علاقة له بأي تعد أو مخالفة، متوقفاً عند «المنحى الهزلي الذي يسقط على كل ما يخص المصلحة. كأن عدم تشغيل القطار يبرر التعدي على أملاك المصلحة العمومية». وفق نصر، ما طلب من خليل «استيفاء رسم الترخيص بالمرور من أملاك سكك الحديد للوصول إلى الملك الخاص بدل كل متر واحد». ولفت إلى أن ما استجد رفع قيمة الرسم في مجلس النواب، «لكن ليس لصالح المصلحة بل لوزارة المالية التي تحدد قيمة البدل مع لجنة تخمين مؤلفة من ممثلين للمالية وإدارات أخرى. وفي حال كان البدل الأساسي رمزياً لسبب من الأسباب، تستوفي المالية الحد الأدنى للرسم وهو عشرة ملايين ليرة».
خليل أكدت لـ«الأخبار» أنها كانت تدفع رسماً قيمته مليون ليرة سنوياً طوال السنوات الماضية، قبل أن يطلب منها أخيراً بأن تدفع مليونين و251 ألف ليرة. وعندما ذهبت شقيقتها لتدفع المبلغ المطلوب، طلبوا منها عشرة ملايين. ولفتت إلى أنها ورثت العقار عن جدتها التي عقدت اتفاقاً مع مصلحة سكك الحديد لإشغال مساحة من أملاكها التي تقطع بستانها. خليل أقرت بأحقية الدولة في استيفاء الضرائب، لكنها اعترضت على رفع القيمة، ورأت فيها «مؤامرة لتهجير المزارعين لمصلحة أصحاب المنتجعات السياحية».