لم تتمكن بلديات مدينة صيدا والجوار، بعد، من محو آثار العاصفة التي أغرقت شوارعها بالوحول في الأيام الماضية. مياه الأمطار الغزيرة ممزوجة بالوحول الطينية، نزلت كالطوفان من أوتوستراد الشماع، عند أطراف حارة صيدا، باتجاه دوار القناية، وتوزعت يميناً وشمالاً نحو أحياء الحارة والهلالية، قبل أن تكمل نزولاً الى دوار إيليا وساحة النجمة. الأمطار من السماء. أما الوحول، فمن الخنادق التي حفرتها شركة «جينيكو» لإنشاء شبكة كهرباء على المسلك الشمالي لأوتوستراد الشماع في إطار مشروع إقامة محطة تحويل للكهرباء في المنطقة. الشركة، بدل أن تسرع في إنجاز الأشغال قبل حلول العاصفة، تركت الخنادق مفتوحة لمياه الأمطار التي جرفت في طريقها الأتربة والحصى ووزّعتها على شوارع المدينة.مسؤول لجنة الأشغال في بلدية حارة صيدا أحمد الجبيلي حمّل «جينيكو» مسؤولية الوحول التي «أغرقت الشوارع ودخلت الى المنازل وتسببت بأضرار فادحة». وقال لـ «الأخبار» إنه كان يفترض بالشركة أن توزع فرق عمالها على مدى 24 ساعة لإنجاز الأشغال وردم الحفر قبل حلول العاصفة.
الخلل الإنشائي في تنفيذ الأوتوستراد الذي يميل بشكل حاد باتجاه اليمين، أي في الموقع الذي تنفّذ فيه أشغال شبكة الكهرباء، جعل مياه الأمطار تندفع تلقائياً في اتجاه الحفر. وزاد الأمر سوءاً فيضان مجرى مياه الأمطار الذي يمر في وادي مجدليون، آتياً من شرقي صيدا باتجاه حارة صيدا عبر أوتوستراد الشماع، حيث يدخل في شبكة بنى تحتية ليكمل طريقه نزولاً نحو البحر، ويشكل ما يسمى بمجرى نهر القملة. إذ أن الشبكة التي أنجزت مع الأوتوستراد قبل سنوات قليلة (أنجزتها الشركة العربية للأعمال المدنية)، تتألف من قساطل يبلغ قطر الواحد منها متراً واحداً، وهي غير مجهزة بمصاف عند مداخل القساطل تمنع دخول الأوساخ والردميات إليها. والنتيجة، بحسب الجبيلي، العثور على أثاث وإطارات وبقايا إنشاءات إسمنتية وكميات من النفايات الصلبة عالقة في الشبكة بعد أن جرفت مياه الأمطار كل ما علق في المجرى من وادي مجدليون نزولاً حتى حارة صيدا وتعمير الحارة. وقد قامت بلدية الحارة بتنظيف المجرى ورفع ما علق فيه. وبحسب الجبيلي ستستبدل شبكة القساطل الضيقة بعبّارة كبيرة مجهزة بمصاف تمنع انجراف الأوساخ والردميات.
النائب أسامة سعد تفقد الأضرار في حي القناية، منتقداً «التغاضي الرسمي عن التعديات على مجرى نهر القملة وتنفيذ الحفريات على أوتوستراد الشماع خلال فصل الأمطار». وطالب بالتعويض على المتضررين.