قبل أسبوع، كان نقيب المهندسين في بيروت المعمار جاد تابت «متفائلاً» بلقاء وعد به وزير السياحة في حكومة تصريف الأعمال أواديس كيدانيان مع المهندسين المشرفين على أعمال ترميم الصالة الزجاجية، في مبنى وزارة السياحة في شارع الحمراء. قبل أسبوع، لفّ النقيب قصاصة ورق أعدّ فيها نسخة أوليّة عن بيان أراد إصداره حول مسألة الترميم وأعادها إلى جيبه. عدل النقيب وقتها عن إصدار البيان، وقال في دردشة مع «الأخبار» في مبنى النقابة في بيروت، إن «الأمور تسير بإيجابية، وُعدنا بإبطاء الأعمال وإنشاء لجنة مشتركة مع معماريين ليبنى على الشيء مقتضاه».غير أن «المهادنة» التي أبداها النقيب بدايةً تجاه الاعتراضات على الترميم، والتفاؤل الذي تمسّك به، «تبخّرا» أمس، إذ أصدر بيانه المرتقب مطالباً فيه وزير السياحة بـ«الوقف الفوري للأعمال التي تجري في القاعة والطلب من نقابة المهندسين تشكيل لجنة لإعادة النظر في التصميم منعاً لتشويه معلم أساسي من معالم عمارتنا الحديثة». النقيب الذي امتنع سابقاً عن التعليق في موضوع نشرته «الأخبار» حول ترميم الصالة، قبل لقائه المهندسين المشرفين على الأعمال كما وعده وزير السياحة، أوضح أمس، أنه «بعد مرور أكثر من ثلاثة أسابيع لم يتم تنظيم هذا الاجتماع في وقت تستمر الأعمال على قدم وساق من دون أن تؤخذ ملحوظاتنا في الاعتبار». كان الهدف من الاجتماع شرح وجهة نظر المعماريين ونقابة المهندسين لكي «يتمّ تعديل المشروع ليحترم روح المبنى ويحافظ على فضاء القاعة الزجاجية، وعلى العلاقة التشاركيّة التفاعليّة التي كانت تربطها بالشارع العام عبر واجهاتها الشفافة». بيان النقيب شرح «حجم التشويه الذي يطاول المبنى» بعد زيارة ميدانية إليه، وهو مبنى صمّمه النقيب المعمار عاصم سلام و«يشكّل أحد أهم معالم العمارة الحديثة في لبنان».
أعمال الترميم مستمرة، والعمال يقومون بطلي الواجهة بالباطون بعدما نزعت الحجارة التي كانت تغطّي الواجهة. وقد شملت الأعمال بحسب تابت «تقسيم القاعة إلى ثلاثة أجزاء عبر بناء جدارين وسطيين على شكل قناطر نصف دائرية وصب أعمدة ضخمة على الرصيف»، وهذا ما كانت «الأخبار» أشارت إليه. لكنّ بيان تابت أضاف أن صبّ الأعمدة يهدف إلى «إقامة واجهة جديدة أمام الواجهة الزجاجية». وهو الأمر الأخطر لأنه يعني فعلياً نسف الواجهة الزجاجيّة بالكامل. كما أثار البيان مسألة عدم التقدم بطلب رخصة لدى نقابة المهندسين التي لفتت إليها «الأخبار» سابقاً، ولفت إلى أنه «تبيّن أن من تمّ تكليفه إعداد التصميم الجديد للقاعة هو اختصاصي ديكور يبدو أنه لا يدرك أهمية الحفاظ على الطابع المعماري لهذا المبنى المميّز».