عزيزي رئيس تحرير صحيفة الأخبار المحترم،ورد على غلاف «الأخبار» تحقيق بعنوان «AUB أمريكية اكثر من الأمريكيين»، في العدد الصادر يوم السبت 3 تشرين ثاني الجاري، ان الجامعة الامريكية في بيروت قد استضافت مستشار كلية الفلسفة في الجامعة العبرية في القدس المحتلة، جيف مكماهان (Jeff McMahan) المجاهر بتأييده لاسرائيل. بصفتي كموجه الدعوة الى جيف مكماهان لإلقاء محاضرته في الجامعة الامريكية، أود لفت النظر الى عدد من الأخطاء الواردة في المقالة أعلاه.
اولا ان مكماهان، وهو أستاذ كرسي في جامعة أوكسفورد ببريطانيا وليس موظفا في الجامعة العبرية، هو ابعد من يمكن ان يوصف بالمجاهر بالتأييد لاسرائيل او سياساتها. فمكماهان، المتخصص في اخلاقيات الحرب والذي يعتبر اهم فيلسوف في هذا المجال في زمننا الحالي، قد دأب مراراً ويدون تردد على ادانة حروب اسرائيل ضد الفلسطينين وعلى رأسها الحروب الاخيرة التي شنتها على غزة. وقد كتبت صحيفة مؤايدة لاسرائيل مقالا ينتقد مواقف مكماهان ويصفه بأحد ثلاثة فلاسفة اخلاق يشنون حربا على اسرائيل. فبحسب ذلك المقال فان «جيف مكماهان، والذي يشغل كرسيا مرموقا لفلسفة الأخلاق في جامعة أوكسفورد، يركز على مقولة ان افعال اسرائيل العسكرية غير متكافئة، و يفترض ان إنهاء اسرائيل لاحتلالها لغزة والضفة كفيل بوقف الاٍرهاب ضدها». لقرائة المقالة راجع:
https://buckleybeacon.com/2014/08/20/the-philosophers-war-on-israel/
مكماهان، كما يقول هو، ليس من الؤيدين للمقاطعة الأكاديمية لاسرائيل او المؤمنين بجدواها في سعي الفلسطينين للحصول على حقوقهم. وقد أعطى مكماهان عدد من المحاضرات في جامعات إسرائيلية ركز في الكثير منها على انتقاد وادانة حروب الاخيرة. كما لم يتلقى مكماهان أية مبالغ من أية مؤسسة إسرائيلية لقاء أية أتعاب او خدمات. اما تعاونه مع الجامعة العبرية فيقتصر على استشارة محدودة جدا محصورة في المساعدة على اختيار باحثين مبتدائين لمركز الأخلاق والفلسفة السياسية في تلك الجامعة. ويتطوع مكماهان للقيام بذلك كخدمة لصديقه رئيس المركز دافيد إينوخ (David Enoch). والأخير هو فيلسوف إسرائيلي مجاهر بانتقاده لسياسات إسرائيل ضد الفلسطينين، كما انه ناشط في مجال الدفاع عن حقوقهم. وهو رفض اثناء اداء خدمته العسكرية التوجه الى المناطق الفلسطينية المحتلة (الضفة والقطاع) مما أدى زجه في السجن.
ان الوصف الذي أعطي لمكماهان وعلاقته بإسرائيل في المقالة المعنية هو ابعد ما يكون عن الدقة، لذلك اقتضى لفت نظر صحيفة «الأخبار» وقراءها.
بشار حيدر
أستاذ الفلسفة في الجامعة الامريكية
في بيروت


رد على الرد
قررنا نشر الرد أعلاه، على ركاكته، وبأخطائه الاملائية واللغوية، باسم الشفافية، واحتراماً لحق القارئ في أن يحكم بنفسه على المستوى الأكاديمي للكاتب، أستاذ الفلسفة في الجامعة الاميركية في بيروت. كما أن من شأن القارئ أن يكوّن فكرته عن مواقف الدكتور حيدر «الوطنيّة» و«القوميّة»، وتبريره لهذا الفعل التطبيعي الموصوف، في الجامعة الأميركيّة، وبإشرافه ومبادرته. ليس هناك أي مشكلة بالنسبة إليه في أن تستضيف بيروت أستاذ فلسفة «تعامل» «بشكل عابر» مع جامعة في الكيان الصهيوني. أما عذره، فكون الضيف لم يفعل سوى أنّه «أدّى خدمة لصديقه رئيس المركز دافيد إينوخ» الذي رفض اداء خدمته العسكريّة في «المناطق الفلسطينيّة المحتلّة». أي أنّه «تقدّمي إسرائيلي»! النيات الطيبة إذاً تكفي لتبرير التطبيع، وما هم أن يكون «الدكتور إينوخ»، وهو جزء من الاشتابليشمنت الأكاديمي في كيان العدو، خدم عسكريته في «مناطق أخرى» لا يعتبرها الدكتور حيدر جزءاً من فلسطين؟!