أظهرت نتائج فحوصات مخبرية لعينات من المياه في بلدة شبعا الجنوبية احتواءها على أنواع من البكتيريا الناتجة من البراز البشري كالسالمونيلا والقولونيات البرازية وغيرها، ما يشير الى اختلاط المياه التي يستخدمها السكّان بمياه الصرف الصحي.عدد من الناشطين أخذوا عينات من مياه نبعي العين وعين الجوز وخزان شعب القلب التي تغذّي البلدة بالمياه، بعدما سجّل في الأسابيع الماضية تعرّض عدد من الأهالي لوعكات صحية متشابهة، رافقتها عوارض تقيؤ وإسهال «الأمر الذي عزّز الشكوك حول إمكانية أن تكون المياه المُسبّب الأول بعدما وردت على لسان معظم المصابين شكاوى تتعلّق برائحة المياه»، وفق ما أكّد أحد سكان البلدة لـ«الأخبار»، لافتاً الى أن عدداً كبيراً من السكان لجأوا أخيراً الى استخدام المياه المعدنية عوضاً عن «مياه الدولة».
ونشر رئيس بلدية شبعا محمد صعب على صفحته الخاصة على «فايسبوك» تعميماً يطلب فيه من الأهالي تجنّب استعمال المياه هذه الفترة «وخاصة للشرب»، لافتاً الى أن اللجنة الصحية في البلدية تقوم بفحص دوري للمياه في جميع مصادر المياه الجوفية والينابيع.
وبحسب مصادر مُطّلعة على الملف، فإنّ مياه نبع العين تغذّي أيضاً بعض البلدات المجاورة، ما يعني أن على القيمين في تلك البلدات القيام بدورهم بفحوصات لعينات المياه. وتُلقي المصادر بالمسؤولية على بلدية شبعا التي «لا تقوم بتنظيف الخزانات بشكل دوري»، فضلاً عن منحها رخص بناء على مواقع الينابيع الجوفية.
مصادر بلدية قالت لـ«الأخبار» إن البلدية تواصلت مع بعض الجمعيات المختصّة للقيام بفحوصات لعدد من مصادر المياه. وأشارت إلى أن فحوصات قامت بها إحدى المؤسسات الفرنسية لبعض المصادر أكدت خلوها من التلوّث. ولكن، وسعياً لحسم الجدل، قام وفد تابع لوزارة الصحة العامة الأسبوع الفائت بأخذ عينات جديدة. تُقر المصادر بـ«التقصير من قبل البلدية» وبـ«الفوضى» التي سمحت بتلوث بعض مصادر المياه في البلدة، لكنّها تشدّد على أن «المسؤولية يتحمّلها الجميع، البلدية وأيضاً الجهات الرقابية التي تغيب عن المساءلة، إضافة الى غياب الجهات المركزية المسؤولة عن المياه والتنظيم المدني وغيرهما».