تجتمع، مرة جديدة، على مساحة ستة آلاف متر مربع، في مجمع سيد الشهداء في الضاحية الجنوبية، خريطة لبنان الغذائية على تنوّعها في معرض «أرضي» الغذائي ــــ الحرفي، حيث تعرض كلّ محافظة منتجاتها من المؤونة والمنتجات الغذائية والمصنوعات الحرفية.إنها النسخة السابعة للمعرض، بعدما بدأ عام 2007 واستمر الى عام 2012. توقف عند ذلك العام بعد الأوضاع الأمنية والتفجيرات التي لاحقت الضاحية مع اندلاع الأزمة في سوريا. ويعود الحدث اليوم كصورة عن عودة الحياة الطبيعية في الضاحية.

هذا العام، يعود معرض «أرضي» بإدارة جديدة مستقلة بعدما كانت في نسخاتها السابقة مرتبطة بمؤسسة «جهاد البناء»، وبحلّة جديدة على صعيد طريقة العرض، وبتنوع أكبر وجودة أعلى، حسب ما أكد عادل أحمد المسؤول الإعلامي للمعرض.
تم استقطاب مشاركين جدد في هذه النسخة، انضموا الى المشاركين في المعارض السابقة، ما جعل عددهم يرتفع الى 650 مشاركاً بين أساسي وفرعي، عارضين ما جاؤوا به من قراهم على أكثر من 300 «ستاند».
بدأوا بعرض منتجاتهم بعد مشوار طويل راعى شروط الجودة، إذ قررت الإدارة تأليف لجنة مؤلفة من 12 مختصاً بالغذاء وتكليفها مراقبة الجودة والنوعية. وتكشف اللجنة على كل مراحل الإنتاج، وصولاً إلى التوضيب: «نعاينها مرطبان مرطبان» يؤكد أحمد. كذلك، ستقوم اللجنة بالكشف عليها دورياً أثناء عرضها داخل المعرض. كما عملت إدارة المعرض منذ شهر ونصف شهر على تمرين جميع العالمين والمزارعين من خلال دورات تأهيلية على كيفية التعليب بطريقة تشجّع الزبون على الشراء.
من جهتهم، أدلى بعض العارضين بآرائهم بعودة المعرض مرة أخرى، حيث اتفقت نهى من بعلبك مع نغم من جزين، على قدرة هذا المعرض على تصريف أعمالهم القروية وبيعها، ما يؤمن مدخولاً إضافياً لهن ولعائلاتهن. أما رئيفة من بنت جبيل، فرأت أن المعرض يساعدها، بعد مشاركاتها السابقة، على نسج علاقات مع زبائن من المدينة، بدأوا بطلب احتياجاتهم منها، على طول السنين السابقة، وهذا ما تسعى الى توسعته، لتحسين أمور معيشتها.
قررت ادارة المعرض تأليف لجنة مختصة بالغذاء وتكليفها مراقبة الجودة والنوعية


الجديد هذا العام بالنسبة إلى «أرضي» هو فتح باب حجز البضاعة الغذائية أو الحرفية من خلال صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي. وسيبدأ سريان هذه العملية في الأيام القليلة المقبلة، ما يهون على الزبائن عملية الشراء، وحجز ما يريدون.
لن يقتصر معرض «أرضي» على البيع والشراء فقط، إذ تنتظر الزائرين نشاطات أخرى ترتبط بفئات عمرية مختلفة. فوفقاً للبرنامج المحدد، سيزور المعرض تلاميذ المدارس من أجل تعزيز أنشطتهم كالرسم الإبداعي، فضلاً عن دورات تدريبية على الخياطة المنزلية وتوضيب المونة من سنة الى أخرى. يضيف أحمد إنه بالإضافة إلى هذه الأنشطة، ستنظم «دار الحوارء» للرعاية الصحية محاضرات عن سلامة الغذاء يقدّمها عدد من اختصاصيي واختصاصيات التغذية، فضلاً عن فقرات عن الإسعافات الأولية المنزلية.
التحدي الأكبر للمعرض حسب أحمد، هو قدرته على جذب أكبر عدد من الزوار بما يفوق المعارض السابقة، وخصوصاً في الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يمر بها اللبنانيون. وكان عدد الزائرين قد وصل في المعرض الأخير إلى 10 آلاف زائر يومياً (يرتفع إلى 12 ألفاً في عطلة نهاية الأسبوع). على هذا الأساس، اتفقت الإدارة مع العارضين من مختلف المناطق على خفض الأسعار قدر الإمكان، علها تستطيع اجتياز أرقام الزائرين السابقة.