على طريقة «تبويس اللحى» أرادت إدارة فندق الـ«ريفييرا» لفلفة قضية منع مايا بشير من ارتياد المسبح التابع للفندق البيروتي. لـ«تلطيف الأجواء»، وجّهت الادارة دعوة الى الفتاة، وهي من ذوي الاحتياجات الخاصة، مع عائلتها لقضاء يوم مجاني في المسبح. «المذنب» هنا هو موظف الأمن، كالعادة، والقضية كلها «سوء تفاهم» كما صرّح المدير العام للفندق بسام أبو سليمان. على هذا، ينبغي أن يتوقف النقاش، وكفى الله المؤمنين شرّ القتال! ولا بأس، لمزيد من «تلطيف الأجواء»، من بيان رسمي لوزارة الشؤون الاجتماعية يحذّر من التّمييز في التّعاطي مع ذوي الاحتياجات الخاصّة، وكأن بياناً كهذا وحده كافٍ لضمان عدم تمييز المنتجعات السياحية بين زبائنها من ذوي الاحتياجات الخاصة والعاملات الأجنبيات وغيرهن.«سوء التفاهم» هذا ليس الأول من نوعه. تروي لورا بشير لـ«الأخبار»: «السنة الماضية لحقت بي أمّي وأختي مايا إلى مسبح الريفييرا، ولم يُسمح لهنّ بالدّخول إلّا بعدما تدخّلت ودار جدال بيني وبين موظّف الأمن». توضح لورا وقائع الحادثة الأخيرة عندما «تحجّج رجل الامن وعدد من القيّمين على الفندق بأنّ المسبح Full ولا اماكن شاغرة، فيما المسبح المخصّص للأطفال مقفل. كما قالوا إن قانون الفندق يفرض حجزاً مسبقاً قبل ثلاثة أيّام على الأقلّ»! غير انّ صديقة لورا زوّدتها بصورة من داخل المسبح توضح وجود الكثير من الأماكن الشاغرة. تبعاً لذلك، «تأكّدنا أن دخول مسبح الريفييرا ممنوع على مايا».
إدارة الفندق: سوء تفاهم لعدم تمكّن الموظّف من التّعامل مع الوضع


بذريعة لا تقلّ غرابة «تحجّجوا بأنّ المسبح المخصّص لذوي الاحتياجات الخاصّة مقفل ولا يزال تحت التشييد»، قالت لورا مشيرة الى أن هذا الأمر «من نسج الخيال. فأنا وعائلتي وأصدقائي نقصد الفندق منذ سنوات، وبشكل متكرر، ولم نرَ أبداً مسبحاً لذوي الاحتياجات الخاصّة، كما أنّ مايا التي تعاني من مرض microcephalic (تشوه خلقي في الرأس) ليست بحاجة إلى مسبح خاص».
يتعارض كلام بشير مع تصريح مدير المبيعات والتسويق في الفندق محمد كنعان الّذي أكّد لـ «الأخبار» حرص الفندق على راحة الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصّة من خلال مسبح خُصّص لهم بميزات محدّدة. وأوضح أن «المسبح يخضع الآن لبعض التجهيزات قبل افتتاحه هذا الموسم، وكذلك الأمر بالنّسبة للسنسول». وكرّر أنّ ما حصل مع مايا هو «سوء تفاهم، نتيجة عدم تمكّن الموظّف من التّعامل مع الوضع بطريقة صحيحة»، وكرّر تمنّيه قبول آل بشير الدعوة الموجّهة إليهم من الفندق. وهي الدعوة التي رفضتها العائلة، مطالبة إدارة الفندق «باحترام الحقّ بالاختلاف».