«درب الجبل» تختتم 30 يوماً من المشيتحت شعار «مشي لتحمي» #hikeitprotectit، اختتم المشاركون في مسيرة درب الجبل اللبناني مسيرتهم التي امتدت على 30 يوماً. ووصل كلّ من الفريق الأوّل الذي انطلق من الجنوب إلى عندقت في عكار، وفريق الشمال إلى مرجعيون في جنوب لبنان. ويكمل فريق ثالث مسيرته التي تنتهي شمالاً في الرابع من أيار الجاري. خلال رحلة الشهر، عبر المشاركون الـ 230 وبينهم أجانب قرى وودياناً وباتوا في بيوت ضيافة وفنادق صغيرة وأديرة وأكلوا من منتجات القرى التي عبروها، ورافقهم مرشدون سياحيون محليون. وقالت رئيسة «جمعية درب الجبل اللبناني» مايا كركور إن عدد المشاركين الأجانب هذا العام «وصل إلى مستوى قياسي».

الحملة التي تقودها الجمعية تهدف الى الحفاظ على أطول درب مشي لمسافات طويلة في لبنان من العمران العشوائي والأبنية الإسمنتية وتشويه الطبيعة والتلوث. ويمتد الدرب من عندقت في عكار في شمال لبنان إلى مرجعيون في الجنوب، على طول 470 كيلومتراً ويمرّ بأكثر من 75 قرية على ارتفاعات تتراوح بين 570 متراً و2011 متراً فوق سطح البحر. ومن خلال هذا الدرب، ترمي الجمعية إلى الضغط على السلطات المحلية والحكومة اللبنانية إلى الاعتراف رسمياً بهذا المسار باعتباره درباً وطنياً يجب حمايته، على غرار العديد من الدول التي حددت واعترفت بمساراتها الوطنية وحمتها منذ مئات السنين. ونوّهت كركور بأن تأثير الجمعيّة التنموي بات يُلمس عاماً تلو الآخر ونتطلع إلى تحقيق المزيد في المستقبل».

يوم الأرض والكتاب في «جامعة الكسليك»


في يوم واحد، أحيت كلية الآداب في جامعة الروح القدس ــــ الكسليك اليوم العالمي للكتاب ويوم الأرض، بالتعاون مع لجنة Green committee، وكلية الموسيقى والمكتبة العامة في الجامعة.
حفل النهار بمجموعة من النشاطات المستوحاة من أجواء الحدث. فانتشرت أجنحة مخصصة لبيع الكتب القديمة أو تبديلها أو تقديمها مجاناً، وأخرى لتذوق النبيذ العضوي والطعام المستدام من المنتجات اللبنانية المصنوعة في الأرياف. كما تخللت النشاطات قراءات أدبية وشعرية ومسرحيات ووصلات غنائية. وازدانت الحديقة بقطع فنية من أعمال الطلاب، استخدموا فيها مواد من القمامة.
وأعلن قسم الإعلام والتواصل نتائج مسابقة المراسل الأخضر Green Reporter التي أطلقت بمبادرة من حزب الأخضر وGreen Committee، وبمشاركة من طلاب الصحافة، الذين كتبوا تقارير ومقالات عن مواقفهم حيال الانتهاكات البيئية. وكانت الجائزة الأولى من نصيب الطالبة نيكول نيكولا عن تقريرها: «شكا من منظار جديد»، وحلّت في المرتبة الثانية الطالبة مريم حرب عن مقال «أزمة نفايات... وذهنيات غير قابلة للتدوير». وفي المرتبة الثالثة، فازت الطالبتان ماغالي مراد عن تقرير «كفى جهلًا وانتحارًا!»، ولارا كنعان عن مقال «There is no planet B».


منبر | أبعدوا وجوهكم عنا

انطوان ع. نصرالله
حينما كنت صغيرا، كان الخوف يتملّكني وارتعب كلما مررت ليلا بصالون المنزل العائلي حيث علقت في صدر الدار ثلاث صور كبيرة لأقارب والدي. صور بالاسود والابيض تخترق خيالي وترعبني خصوصا في ايام الشتاء، فكيف إذا مررت بها بعد عرض مسلسل «عشرة عبيد زغار» للمبدعة لطيفة ملتقى ورفاقها. وكنت، في كثير من الاحيان، أعبر الصالون مغمض العينين، محاولاً طرد الخوف من قلبي، او اجتاز الدار مسرعا ومشيحا نظري عن تلك الصور. ولحسن حظي، فان والدتي سرعان ما أزالت تلك الصور واستبدلتها بلوحة ملونة تمثل الطبيعة ما زالت مركونة هناك على الحائط شاهدة على احداث المنزل العائلي.
تذكرت تلك الحقبة الزمنية الجميلة مع بدء الحملات الانتخابية. حاصرتنا صور المرشحين والمرشحات من كل حدب وصوب. صور على اللوحات الاعلانية وعلى الاعمدة الكهربائية. بعضها تدلّى من الجسور او عُلّق على الشرفات وأطرفها ما تدلّى من حبال الغسيل. اينما نظرت، لا ترى سوى وجوها ملونة وعيوناً تطل عليك من المفروض ان تحمل معها مشروعا سياسيا او اجتماعيا او اقتصاديا. لكن للأسف غادرت الصورة الفوتوغرافية وظيفتها الاساسية في الحملات الانتخابية وصارت تنبئ بالفراغ القاتل الزاحف إلينا. صحيح انه لا بد من الاعتراف بأنها مشغولة باتقان وحرفية لكي تتسلل بذكاء الى مشاعرنا وعواطفنا وحواسنا نحن معشر الناخبين. لكنها، لكثرتها وزيفها الماثل امامك وللتجارب المرة مع من تمثل، تشعرك بالضيق والقرف والخوف. والانكى انك لن تجد طريقة للهروب منها. فتقوقعك في المنزل طوال هذه الفترة غير ممكن، اضافة الى ان الوجوه ستطل عليك من شاشات التلفزيون بشحمها ولحمها وكلام عن مشاريع لا ينتهي. واغلاق عينيك طوال النهار مستحيل،. وخروجك من المدينة لا يفيدك، فتلك الوجوه غزت الجبال والقرى والسهول وصولا الى اصغر دسكرة. انه زمن الصورة والوجوه الملقاة علينا من دون ان يتمكن القانون الانتخابي من ان يحمينا منها.
في عصر التكنولوجيا، ليس صدفة ان تضحي صورة المرشحين اكثر اهمية من الايديولوجيات او الانتماءات الحزبية. لكننا كعادتنا في لبنان حولناها الى مسخرة وفوضى واداة للاطباق على النفس، واسوأ من تلك الصور الشعارات التي تعرّف عن المرشحين. اذ اقل ما يقال فيها بأنها بالية وسطحية وسخيفة وتقوم على استغلال اسماء الدوائر الانتخابية او اللعب على اسماء المرشحين ما يشعرك وانت تقرأها بوجع في الرأس والمعدة لا شفاء منه.
هذا الشعور المستجد الذي يلاحقني منذ فترة دفعني لأفتش عن تلك الصور القديمة التي كانت معلقة في المنزل العائلي، وحينما وجدتها على «التتخيتة» بمساعدة والدي، رحت اتأملها، فلم اخف او اشمئز منها. إذ أنها تعود لاشخاص خلّدوا لحظة يعيشونها بشكل طبيعي تماما كوجوه تلك الصور التي يلتقطها المصورون يوميا لاناس يعيشون حياتهم بافراحها وأتراحها. وأدركت ان المشكلة لم تكن يوما بالصورة وانما بما تمثل... فرجاء أبعدوا وجوهكم عنّا.