ذوو الصعوبات على درب «التعليم الفارقي»؟
وصلت الى اللبنانيين، أمس، 3 ملايين رسالة نصية تذكّر بـ«اليوم الوطني للتلامذة ذوي الصعوبات التعلّمية»، في 22 نيسان. هذا اليوم الذي يحتفل به لبنان للسنة السادسة يحفّز خصوصاً على ثقافة الدمج ويستهدف من يعانون فروقاً في القدرات الذهنية والمردود الأكاديمي، لكن يستطيعون أن ينخرطوا في المجتمع مع جهد إضافي من المسؤولين. الحالات تتنوع بين عسر في القراءة (ديسلاكسيا)، أو عسر في الكتابة (ديسغرافيا)، أو عسر في الحساب (ديسكلكوليا)، أو التوحد أو فرط الحركة أو قلة الانتباه، أو اضطرابات سلوكية أو اضطرابات نفسية وغيرها.
من احتفال «اليوم الوطني للتلامذة ذوي الصعوبات التعلّمية» في جامعة هايكازيان أمس (الأخبار)

منسق اليوم الوطني ورئيس مركز «سكيلد» نبيل قسطا يقدر نسبة ذوي الصعوبات بـ15% من عدد تلامذة المدارس الرسمية والخاصة في كل مراحل التعليم العام ما قبل الجامعي والذي يبلغ نحو مليون تلميذ. من هنا يستنتج بأنّ عدد هؤلاء لا يقل عن 150 ألفاً، في حين أنّ عدد المدارس الدامجة بشكل فعلي لا يتجاوز 25 من أصل 1200، وإن كانت هناك نحو 70 مدرسة تهتم بذوي الصعوبات بشكل أو بآخر.
وللمناسبة، استضافت جامعة هايكازيان مؤتمراً شارك فيه 3 أساتذة من الجامعة، و3 أساتذة من جامعة بايولا في ولاية كاليفورنيا الأميركية. وركزت المداخلات على الاستراتيجيات والطرق العملية للدمج والتي تكسب الطفل ذوي الصعوبات الاحترام لنفسه والثقة بها.
يتوقف قسطا عند التعاون مع المدارس الرسمية بصورة خاصة والتي تبدي اهتماماً متزايداً بذوي الصعوبات وقد جرى إعداد 25 مربية مختصة في هذا المجال.
كذلك يسعى المركز إلى زيادة مقررات التربية المختصة في كليات التربية في الجامعات اللبنانية، لا سيما بالتنسيق مع قسم التربية المختصة في جامعة هايكازيان، لكون التحدي أمام المعلم اليوم ليس معرفة مضامين المواد فحسب، إنما محاكاة الفروق لدى المتعلمين ومقاربة كل متعلم على حدة، وهو ما يعرف بـ«التعليم الفارقي».
أمس، أحيا مركز «سكيلد» وجامعة هايكازيان اليوم الوطني، في احتفال أقيم في الجامعة، برعاية وزيري التربية مروان حمادة والشؤون الاجتماعية بيار أبي عاصي. الخطيب الرئيسي في الاحتفال، دنيس ايستمن، يحمل دكتوراه في الصعوبات التعلمية ويعاني من إفراط في الحركة، أكد أنّ تعليم أصحاب الصعوبات يحتاج إلى استراتيجيات خاصة بهم «فلا يمكن الطلب من هؤلاء مثلاً التركيز لوقت طويل ومن ثم تأنيبهم وتوجيه عبارات قاسية لهم إذا لم يفعلوا، بل يجب التعاون مع كل منهم وفق صعوبته».

مؤسسة بوغوصيان تفتح باب الترشّح لجائزة الفنانين اللبنانيين الشباب


فتحت «مؤسسة بوغوصيان للفنون» التي تتخذ من بروكسيل مقراً لها، باب الترشّح لجوائزها التي تمنحها سنوياً لفنانين لبنانيين شباب، في مهلة أقصاها 20 أيلول 2018. والى جانب فئات الجائزة المعتادة وهي الرسم والتصميم والرقص، قررت المؤسسة إضافة فئتي أدب الأطفال والسينما. ويمنح كل فائز 10 آلاف دولار، إضافة الى إقامة فنية في «فيلا أمبان» تُتيح له زيارة متاحف المدينة ومحترفاتها وغاليريهاتها وفضاءاتها الثقافية.
تُمنح الجائزة بناء على تقييم لجنة تحكيم مؤلفة من شخصيات ذات كفاءة عالية في المجالات الفنية من جنسيات لبنانية وأوروبية، يرأسها ألبير بوغوصيان. وتحتفظ اللجنة بحق خفض عدد الجوائز الممنوحة او زيادتها بحسب جودة الترشيحات المقدمة لها. وعلى الراغب في الترشّح للجوائز أن يحمل الجنسية اللبنانية وألا يتخطى عمره 40 سنة، وأن يكون ناشطاً في المجالات الفنية المطروحة (تفاصيل شروط الترشيح على موقع المؤسسة www.fondationboghossian.com).
أنشئت «مؤسسة بوغوصيان» مطلع تسعينيات القرن العشرين لدعم المشاريع التربوية والفنية والثقافية. وفي عام 2006 استحوذت على «فيلا امبان» (Villa Empain) المصنفة واحدة من المعالم من التراثية في بروكسيل وجعلت منها مقرها الرئيس ومركزاً للفن والحوار بين ثقافات الشرق والغرب، وفتحتها للجمهور منذ 2010. وشهد المركز حتى اليوم مئات النشاطات الثقافية والفنية، منها معارض وعروض رقص ومسرح وموسيقى ومؤتمرات ولقاءات عالمية. وتستضيف المؤسسة على مدار العام طلاباً وفنانين وباحثين.
فتحت «مؤسسة بوغوصيان للفنون» التي تتخذ من بروكسيل مقراً لها، باب الترشّح لجوائزها التي تمنحها سنوياً لفنانين لبنانيين شباب، وذلك في مهلة أقصاها 20 أيلول 2018. والى جانب فئات الجائزة المعتادة وهي الرسم والتصميم والرقص، قررت المؤسسة إضافة فئتي أدب الأطفال والسينما. ويمنح كل فائز مبلغاً قدره 10 آلاف دولار، إضافة الى إقامة فنية في «فيلا أمبان» تُتيح للرابح زيارة متاحف المدينة ومحترفاتها وغاليريهاتها وفضاءاتها الثقافية.


منبر | إضراب الجامعة: الدرس الأهمّ الذي لم يعلّق!

علي خليفة *
لم ينقضِ يومٌ خلال الإضراب أو قبله، لم أتواصل فيه مع طلاب الجامعة. فليس الأستاذ الجامعي مدرّساً يقوم بتنفيذ عدد من الساعات وليس الطالب الجامعي ذلك المتلقي الذي ينتظر انتهاء سنوات دراسته لينتقل من مهنة الطالب إلى مهنة يختارها أو تختاره. الأساتذة والطلاب الجامعيون فاعلون اجتماعيون. وأنا كأستاذ جامعي لا أقبل أن يقول لي طالب جامعي إن مكانه الطبيعي الجامعة ليتلقى دروسه، مكانه الجامعة والمجتمع، دروس الأستاذ ودروس الحياة وأولها دروس المواطنية.
ليس إضراب الأساتذة من يرهن حياة الطلاب ومستقبلهم؛ بل طغمة من اللامسؤولين السياسيين هم من يصادرون مستقبل المواطنين أساتذة وطلاباً.
كان قرار تهميش حقوق اساتذة الجامعة من لجنة المال وقبله قانون الموازنة بمثابة الألغام التي زرعها اللامسؤولون لينفجر الوضع في الجامعة كرمى لحسابات انتفاعاتهم. أعرف أنّ قضايا الجامعة كثيرة، من الأبنية المستأجرة إلى الحياة الجامعية مروراً بضرورة تحصين القرار الأكاديمي إزاء فرض الأجندات السياسية... لكن مكانة الأستاذ الجامعي وحقوقه لا تنتهك، وإذا ما حصل ذلك فلا مناص من الإضراب وتعطيل الدروس؛ فينتقل أهل الجامعة أساتذة وطلاباً من دروس الصف إلى دروس المجتمع والمواطنية حيث الحقوق لا سيما الاجتماعية ورفع الصوت منها غير قابلة للمساومة ولا للتجزئة.
أدعو طلاب الجامعة اللبنانية ومجالس فروعهم ورابطة الأساتذة إلى تحرّك واحد وحاشد عند الدعوة المقبلة للاعتصام. هكذا تكون التحركات درساً في المواطنية. لأنّ دروس الجامعة لا تتوقف وهذا الدرس هو الأهم على الإطلاق... يليها درس الديمقراطية الذي غاب طويلاً عن الحياة الطلابية في الجامعة اللبنانية، فغابت الحركة الطلابية التي لطالما نفحت الجامعة بنفح وطني واجتماعي وكرستها ركنًا في المجتمع والحياة الوطنية، لا مناطق نفوذ سياسية أزهقت الحياة الطلابية وأقامت على مستقبل الطلاب والتزامهم المواطنيّ مأتماً وعويلاً.
* أستاذ في الجامعة اللبنانية