بدعة المداورة الطائفية في توزيع المناصب النقابية أرخت بثقلها، أمس، على انتخابات هيئة مكتب رابطة المدرسين في التعليم الأساسي الرسمي. لمن الرئاسة؟ كان الجواب محسوماً حتى ساعات قليلة من يوم أمس أو هكذا أشيع عشية انتخابات الهيئة الإدارية الجديدة لجهة أن القوى السياسية العشرة المتحاصصة اتفقت على سلة متكاملة تتضمن مقاعد الهيئة والمهام الموكلة لأعضائها بما فيها الرئاسة. وقيل يومها إنّ جميع القوى توافقت على أن يتقاسم كل من بهاء تدمري (تيار المستقبل) وحسين جواد (حركة أمل) ولاية الثلاث سنوات مناصفةً بينهما.إلاّ أن التيار الوطني الحر نفى أن يكون مثل هذا التوافق حصل فعلاً. وقال مسؤول المكتب التربوي في التيار، روك مهنا، إن كل القوى السياسية وافقت على إيلائنا رئاسة رابطة التعليم الأساسي منذ إسناد رئاسة رابطة أساتذة التعليم الثانوي في آخر انتخابات لحركة أمل، مستغرباً «كيف توزع الولاية مناصفة بين المسلمين ولا تذهب لمسيحي ولو حتى لسنة ونصف سنة»! وتحدث عن «الغبن اللاحق بالمسيحيين، إذ لم يستطع مرشح القوات ادغار هيفا أيضاً الفوز على مرشح حزب الله محمد اسماعيل لرئاسة اللجنة المالية أو أمانة الصندوق، فيما تحمس مرشحو القوات والكتائب للتصويت لتيار المستقبل وحركة أمل».
مهنا لفت الى أن «اعتراضنا على ما يسمونه اتفاقاً جعل مرشحنا انطوان الياس يترشح للرئاسة، إلاّ أننا فوجئنا بعدم استكمال الفرز وتمزيق الأوراق»، مؤكداً أننا «رفضنا الحصول على أي حقيبة احتجاجاً على هذه الممارسات التي تخرق التوازنات». وأوضح أن «الياس سجل اعتراضه على كل التجاوزات التي شابت الانتحابات لا سيما لجهة التزوير في المحاضر».
على المقلب الآخر، جزمت مصادر نقابية في الرابطة أن كل القوى تحاصصت واتفقت على كل التوزيعات سلفاً، نافية أن يكون جرى تمزيق الأوراق عمداً، «فما حصل أن بداية الفرز أظهرت أن هناك 10 أصوات من أصل 18 ذهبت إلى مرشح تيار المستقبل ما يعني أنه سيكون فائزاً حكماً، لذا توقف الفرز وأعلنت النتيجة، وجرى رمي الأوراق المتبقية في سلة المهملات بصورة عفوية». لا تخفي المصادر أن الخطأ حصل فعلاً وكان يجب استكمال الفرز حتى آخر ورقة، لكن الياس لم يعترض على النتيجة، إلاّ بعدما رميت الأوراق. إلى ذلك، يضيف المصدر أنّ الفرز في انتخابات اللجنتين المالية والاجتماعية استكمل حتى النهاية بناءً على طلب مرشح التيار الوطني الحر.
وبذلك، انتخب تدمري رئيساً للرابطة فيما توزعت المناصب الأخرى على الشكل الآتي: منصور العنز (نائب رئيس)، حسين جواد (أمين سر)، رياض الحولي (لجنة إعلامية وتدريب نقابي)، ميرفت شميطلي (لجنة ثقافية)، عبد العزيز شهاب (الدراسات والإحصاء)، حمود الموسوي (العلاقات العامة)، خالد نصار (صندوق المعلم وبيت المعلم)، دعد فرنجية (لجنة اجتماعية)، زينة حنا (شؤون المرأة)، سركيس بركات (تعاونية الموظفين)، محمد اسماعيل (لجنة مالية)، هيفاء الزعر (لجنة تربوية)، وفاء هزيمة (معلمون متقاعدون)، خالد حبلص (لجنة فنية)، كوليت خوري، ادغار هيفا وانطوان الياس (أعضاء).