امتنعت «سوليدير» عن المشاركة لغياب المشاريع وعدم حاجتها الى التوظيف
المعرض الذي يضمّ نحو 50 شركة ومؤسسة ليس سوى مجرد وسيلة للمساعدة. تعقد الجامعة نوعاً من الاتفاق بينها وبين الجهات المشاركة، تُعلم كل منها بموجبه الجامعة بعدد الذين تمّ توظيفهم عن طريق التعرف إليهم في المعرض. هذه الطريقة تطمئن الطلاب إلى أن المعرض قد يفتح أمامهم طريق المستقبل وليس مجرد مناسبة سنوية، وتمكّنهم من استنتاج الاختصاصات التي يمكنهم العمل في مجالاتها. هذا الـfeedback يبيّن أن إدارة الأعمال والصيدلة أكثر الاختصاصات التي يسهل إيجاد فرص عمل فيها، فيما تتضاءل الفرص في مجالات الآداب والحقوق، وتصبح شبه معدومة في مجال الهندسة! الدليل على «تراجع الهندسة» امتناع شركة «سوليدير» عن المشاركة هذه السنة، كما في السابق، لغياب المشاريع وعدم حاجتها الى التوظيف تالياً.
كلام أبو هيبة يتعارض بوضوح مع كلام عميد كلية الهندسة عادل الكردي الذي اعتبر أن الفكرة السائدة عن صعوبة العمل في مجال الهندسة «خطأ شائع». لا بل إن طلاب هذا الاختصاص يتمتعون بحظوظ أكبر في التوظيف، كونهم يحظون بسنتين لدراسة الهندسة العامة، كطالب الهندسة المدنية الذي يستطيع العمل في مجال الإدارة المشاريع مثلا.
اللافت أن الجهات المشاركة أتت بغالبيتها لا لتعرّف الطلاب الجامعيين على طبيعة العمل فحسب، بل لأن لديها وظائف شاغرة. كان ذلك محمّساً للطلاب الذين تمحورت أسئلتهم بشكل أساسي حول الرواتب وشروط نيل الوظيفة. في المقابل، كانت الزوايا المخصصة لمؤسسات تؤمن دورات تدريبية أو تقدم عملاً من دون بدل مالي لاكتساب الخبرة شبه خالية.
بحسب إحدى المنظمات، فائدة المعرض تكمن بشكل أساسي في تمتع الطلاب بأولوية عن باقي الباحثين عن وظائف، كونهم حضروا واستفسروا بشخصهم، وتعرفوا إلى مسؤولين وموظفين في الشركات بشكل مباشر، الأمر الذي يبني نوعاً من العلاقة الأولية بين الطالب والمكان الذي يمكن أن يعمل فيه مستقبلاً.
أمر آخر اجتذب الطلاب الى المعرض. المؤسسات المشاركة ــــ بحسب ما قيل لهم ــــ لا تطلب الشروط التي تطلبها الشركات عادة، والعمل معها لا يستلزم امتلاك سنوات من الخبرة أو سيرة ذاتية حافلة (الأمر الذي يشكل الهاجس الأكبر للطلاب)، بل مجرد امتلاك شهادة في الاختصاص المطلوب. هذا، على الأقل، ما تؤكده المؤسسات المشاركة، وإن كان يبدو بعيداً عن التصديق في بلد تشكّل الواسطة فيه أهون السبل وأقصرها إلى سوق العمل.