مساء أول من أمس، انتهى تحرك طلاب الماستر في الجامعة الأميركية بتوجيه إنذارات رسمية (dean›s warning) إلى 13 طالباً وحجب المنحة الدراسية الكاملة عن ستة ناشطين منهم، ونزع خيمة الاحتجاج بـ «القوة».
التحرك الطلابي انطلق في بداية العام الدراسي اعتراضاً على قرار إدارة الجامعة بإلغاء راتب شهري رمزي كان الطلاب الممنوحون والمنتسبون إلى برنامجGA) Graduate Associated) يتقاضونه لقاء مساعدة الأساتذة في أعمال البحث والتعليم. ومع حلول منتصف الأسبوع الماضي، تصاعدت وتيرة الاحتجاج، فنصب الطلاب خيمة دائمة أمام مبنى «كولدج هول» الذي يضم مكاتب المسؤولين الإداريين في الجامعة، بعدما باءت المفاوضات مع الإدارة بالفشل وتعذر لقاؤهم برئيس الجامعة فضلو خوري، كما قالوا.
وبحسب الطلاب، فإن «التدبير الذي اتخذته الجامعة يشكل سابقة خطيرة في انتهاك حرية التعبير والتجمع، وهو أتى كرد فعل تعسفي على تحرك طلابي سلمي كان يهدف إلى توجيه الأنظار نحو ارساء شروط عادلة في سياسة الجامعة لمساعدة المتخرجين». ويوضحون أن الإجراء ألحق الضرر بصورة خاصة بالطلاب الذين حرموا من المنحة، فهؤلاء لن يتمكنوا من متابعة دراستهم في الجامعة الأميركية، إذ لن يستطيعوا تحمل الرسوم الدراسية.
المحتجون نفذوا اعتصاماً طالبوا فيه الإدارة بإلغاء الإنذارات فوراً وإعادة فتح الحوار مع الطلاب. وأشاروا إلى أن إدارة الجامعة استندت في قرارها القمعي كما وصفوه إلى مدوّنة سلوك الطلاب التي تنص على أن توزيع أي نشرة أو تنظيم لأي احتجاج يجب أن ينال موافقة الإدارة نفسها. إلاّ أن ذلك لا يبرر، كما قالوا، التدابير القصوى المتخذة، خصوصاً أنّ العديد من الاحتجاجات في السنوات السابقة بشأن الزيادات في الرسوم الدراسية لم تحصل على إذن مسبق من إدارة الجامعة.
عميد الطلاب في الجامعة طلال نظام الدين نفى في اتصال مع «الأخبار» أن تكون الإنذارات فجائية وعشوائية، بل اتخذ القرار بعدما «استنفدنا كل وسائل المونة والإقناع والحوار الممكنة لإزالة الخيمة المنصوبة في مكان غير شرعي والتي تشوه صورة الجامعة وسمعتها لكونها وضعت تحت تمثال بلس، مؤسس الجامعة». ومع ذلك، لا يخفي نظام الدين أن الرد أتى قاسياً بعض الشيء وبعض الطلاب ظلموا، «لكن ماذا كنا سنفعل عندما جوبهنا بالتحدي ورفع السقف والإهانات والتهديد بالتصعيد من مجموعة من الطلاب وجزء كبير من هؤلاء غير مسجلين في البرنامج وغير معنيين بالقضية أصلاً، وبعضهم لم يتأثر لكونه بات في الفصل الدراسي الأخير وسيناقش الأطروحة وهو لا يدفع رسوماً في هذه المرحلة». وعن الفيديو الذي انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي والذي يظهر أمن الجامعة يزيل الطلاب بالقوة، أجاب نظام الدين: «شخصياً وجدت أن أحد الطلاب بادر إلى العنف وليس رجل الأمن». وعن فعالية الإنذار، أوضح أنه يوضع في سجل الطالب ويؤثر على سيرته الذاتية ومسيرته الأكاديمية والمهنية.
وفي رسالة وجهها نظام الدين إلى أسرة الجامعة، أكد أنّ «الجامعة ستظل مساحة لحرية التعبير، وستبقى مجتمعاً يشكّل فيه الحوار البنّاء والتقبّل والاحترام جزءاً أساسياً من مهمتنا. ونعترف أيضا بأن الاحتجاج والحق في المعارضة هما أيضا انعكاس لهويتنا. ولكن حرية فرد واحد تنتهي عند حدود الآخر».