شهد قطاع السياحة تحسناً ملحوظاً في عام 2017، إذ سجّل أعلى نسبة سيّاح وافدين منذ 7 سنوات، وبلغ عددهم حتى تموز 2017 نحو 1.29 مليون زائر، محقّقاً ارتفاعاً بنسبة 13.2% عن العام السابق، ومنعكساً بالتالي زيادة في الإنفاق السياحي بنسبة 6%، بحسب ما يشير تقرير صادر عن قسم البحوث في «بلوم بنك» حول «الانتعاش في القطاع السياحي في لبنان».
ورغم أن هذا الانتعاش لم يصل إلى المستويات التي شهدها عام 2010 الذي سجّل دخول نحو 1.5 مليون زائر إلى لبنان، إلّا أنه المستوى الأعلى منذ بدء الحرب السوريّة، وما تبعها من فرض قيود على شركات الطيران وحظر دول التعاون الخليجي على رعاياها السفر إلى لبنان. فبحسب الأرقام الصادرة عن وزارة السياحة، انخفض عدد السيّاح في 2011 إلى 1.1 مليون زائر، وصولاً إلى 891 ألفاً في 2013. فيما سُجّل التحسّن الأوّل في عام 2014 مع ارتفاع عدد السيّاح بنسبة 0.68% ودخول نحو 897 ألفاً بحلول شهر آب، في حين انخفض الإنفاق السياحي بنسبة 6%. أمّا الانتعاش الأكثر وضوحاً فسجّل في 2015 الذي شهد ارتفاعاً في عدد السيّاح بنسبة 16.57%، مسجّلاً دخول نحو مليون زائر، ومصحوباً بزيادة في الإنفاق السياحي بنسبة 7%، وارتفع عدد السياح في 2016 بنسبة 8.8%، مسجلاً دخول 1.1 مليون زائر، مع تراجع الإنفاق السياحي بنسبة 14%.

توّزّع السيّاح

استحوذ السيّاح الوافدون من أوروبا على الحصّة الأكبر من إجمالي عدد السيّاح الوافدين إلى لبنان في 2017، مسجلاً نسبة 33.92% أي ما يعادل نحو 436.6 ألف زائر، وهو المستوى الأعلى منذ 8 سنوات. يليهم السيّاح العرب بنسبة 30.47%، ثمّ الأميركيون بنسبة 18.47%، فالسيّاح من أفريقيا بنسبة 5.74%، ومن ثم من أوسيانا بنسبة 4.22%.
يستهدف السيّاح الأوروبيون زيارة المتاحف والمواقع التاريخيّة والأثريّة، ويشكّل الفرنسيون الحصّة الأكبر بنسبة 9.22% (ما يعادل 118.7 ألف زائر) بارتفاع بلغ 17% عن السنة الماضية، يليهم الألمان بنسبة 5.52% (71 ألف زائر) بارتفاع بنسبة 15.28% عن السنة السابقة، ثم البريطانيون بنسبة 5.52% (48.5 ألف زائر) بارتفاع بلغ 13.66% عن السنة الماضية. كذلك سجّل السيّاح السويديون نمواً سنوياً بنسبة 14.91% (نحو 28.8 ألف زائر)، وكذلك الإيطاليون بنسبة 13.55% (22.4 ألف زائر)، والأتراك بنسبة 23.5% (19.4 ألف زائر).

استحوذ الأوروبيون
على الحصّة الأكبر
من إجمالي عدد السيّاح


ووصل عدد السيّاح العرب إلى المستوى الأعلى منذ سبع سنوات، ببلوغهم نحو 392.2 ألفاً. وسجّلت الزيادات السنويّة الأكبر بينهم لمواطني دول مجلس التعاون الخليحي (باستثناء الإمارات)، إلّا أن هذا التعافي الطفيف في أعداد السيّاح العرب لم يصل إلى المستوى المسجّل في 2010، إذ لا يزال المصريون والعراقيون الفارون من الأزمات الأمنيّة في بلادهم يشكّلون الحصّة الأكبر من المنفقين السياحيين العرب ويتجاوزون كلّاً من السعوديين والكويتيين. وفي تفصيل لهذه الزيادات، ارتفع عدد السعوديين من 23.7 ألف زائر العام الماضي إلى 47.7 ألف زائر في 2017، مقارنة مع 132.9 ألف زائر في 2010، فيما ارتفع عدد الكويتيين من 15.5 ألفاً في 2016 إلى 31.4 ألفاً زائر في 2017، مقارنة مع 75.3 ألف زائر في 2010. وارتفع عدد السيّاح الأردنيين بنسبة 8.71% ووصل عدد الوافدين إلى 62.8 ألف زائر، مقارنة مع 188.5 ألف زائر في 2010، فيما وصل عدد السيّاح العراقيين إلى 588 ألفاً بارتفاع بلغ 4.87% عن السنة السابقة، مقارنة مع 82.6 ألف زائر في 2010.
أمّا بالنسبة إلى الوافدين من الأميركيين، وأغلبهم من المغتربين اللبنانيين في تلك البلاد، فقد استحوذ الأميركيّون على نسبة 10.09%، أي ما يعادل 129.8 ألف زائر، مسجلين نمواً سنوياً بنسبة 16.6%، يليهم الوافدون من كندا بنسبة 6.40% وهو ما يعادل 82.3 ألف زائر مسجلين نمواً بنسة 14.7%.

الإنفاق السياحي

ارتفاع الإنفاق السياحي في 2017 بنسبة 6% يعود إلى ارتفاع أعداد السيّاح الخليجيين، من دون أن يصل إلى المستويات الأعلى المسجّلة سابقاً. ففي 2009 استحوذ الخليجيون على 51.04% من إجمالي الإنفاق السياحي، فيما سجّلوا 36.36% في 2016.
وبحسب الأرقام الصادرة عن «غلوبال بلو»، استحوذ السعوديون على نسبة 15% من الإنفاق السياحي في النصف الأوّل من هذا العام، يليهم الإماراتيون بنسبة 12%، والكويتيون بنسبة 7%. واستحوذ السيّاح الأوروبيون على 5% من إجمالي الإنفاق السياحي، يليهم الأميركيون بنسبة 4%.
كما انعكس هذا التطوّر على إجمالي عدد الوافدين إلى لبنان الذي ارتفع خلال العام بنسبة 9.18% ليصل إلى 2.83 مليون مسافر، متجاوزاً عدد المغادرين بنسبة 4.43%، وكذلك على القطاع الفندقي، حيث حظيت بيروت بالنسبة الأكبر من الإشغال الفندقي، مقارنة مع المناطق الأخرى. ويشير مسح «إرنست أند يونغ» للإشغال الفندقي إلى ارتفاع المعدّل في بيروت من 57% في تموز 2016 إلى 64% في تموز 2017، مقارنة مع 74% في 2010.
(الأخبار)