يخطو مرفأ طرابلس مساء اليوم الجمعة خطوة نوعية تجعله في مصاف المرافئ الكبرى والرئيسية في لبنان والمنطقة، بوصول باخرة الحاويات العملاقة "cielo di Agadir"، وهي من أكبر البواخر التي يستقبلها المرفأ حتى تاريخه، وهي بطول 184,5 متراً، وبعرض 25.5 متراً، محملة بـ70 حاوية بوزن 8672 طناً من مختلف البضائع.
والباخرة التي تحمل الجنسية المغربية، وتملكها واحدة من كبريات شركات النقل والشحن البحري في العالم، آتية إلى مرفأ طرابلس من مالطا، وستغادر المرفأ غداً السبت بعد أن تفرغ حمولتها، إلى مرفأ مرسين التركي.
وتأتي هذه الخطوة بعد التطوير الكبير الذي شهده المرفأ في السنوات الأخيرة، أولاً لجهة عمقه الذي يبلغ 15.2 متراً، ورصيف طويل يبلغ طوله 600 متر بقدرته على استقبال ثلاث بواخر من هذا النوع دفعة واحدة، ومساحة تناهز نصف مليون متر مربع، فضلاً عن بقية المنشآت التي نقلت المرفأ إلى مرحة متقدمة، من شأنها أن تنتشل طرابلس من واقعها البائس، وضخّ الدم في شرايينها الاقتصادية المتجمدة.
ويشكل وصول بواخر بهذه الضخامة إلى المرفأ باكورة نشاط كبير ينتظر المرفأ في السنوات المقبلة، حيث يرتقب أن يكون لمرفأ طرابلس دور مهم للغاية، في إعادة إعمار سوريا، إذ "بدأت شركات كبيرة الاتصال بالمرفأ، طالبة اعتماده مركزاً لها بالمستقبل القريب"، حسب ما أوضح لـ"الأخبار" مدير المرفأ أحمد تامر.

رصيف الحاويات في المرفأ
يمكنه التعامل مع أكبر سفن الحاويات في العالم


يلفت تامر إلى أن "أمور المرفأ اختلفت بنحو واسع عمّا كان عليه في السابق، فبعدما كان معتمداً من قبل تجار طرابلس والشمال فقط، أصبح اليوم يستقطب شركات إقليمية ودولية، بدأت اتصالاتها معنا ومع جهات رسمية، من أجل تطوير المرفأ بسرعة"، مشيراً في هذا الإطار إلى أن "البنك الإسلامي للتنمية قدم قرضاً لتطوير المرفأ وتجهيزه بمبلغ 63 مليون دولار بلا فوائد، وربع القرض هو عبارة عن هبة".
يرى تامر أن مرفأ طرابلس "جاهز لاستقبال جميع السفن والبواخر، وأن معدات جديدة ومتطورة وضخمة ستصل إلى المرفأ الشهر المقبل، بهدف تسهيل العمل فيه وتسريعه"، ويوضح أن "الشركة التي تمتلك الباخرة المذكورة ستعتمد مرفأ طرابلس، وأن واحدة من بواخرها الكبيرة ستنظم رحلتين في الشهر من مرفأ طرابلس وإليه، كذلك فتحت مكاتب لها في طرابلس لهذه الغاية".
ويرى تامر أن "وصول هذه الباخرة الضخمة يؤكد أن مرفأ طرابلس استعاد دوره الرائد في منطقة شرق المتوسط والعالم كله، وأن حوض رصيف الحاويات قادر على استقبال كل البواخر، نظراً إلى التجهيزات المتطورة التي زُوِّد بها، وباكورة الأعمال التي قمنا بها منذ سنين عدة أثمرت اليوم ثقة شركات النقل البحرية العالمية في المرفأ، وأصبح لدينا خط بحري مباشر بيننا وبين عدد كبير من الشركات العربية والدولية"، مضيفاً أن "رصيف الحاويات في المرفأ باستطاعته التعامل مع أكبر سفن الحاويات في العالم، لأن شركة Gulf Tainer المخولة بتفريغ حمولات البواخر لديها تجهيزات متطورة تمكنها من التعامل مع البواخر الكبيرة بسرعة قياسية".
ويشير تامر إلى أن مرفأ طرابلس "الذي فتح خطوطاً بحرية مع مرافئ عديدة في المنطقة والعالم، أصبح يقدم خدمات متنوعة، من نقل الركاب، إلى نقل البضائع على اختلافها، إلى استخدام سفن الدحرجة (أي العبّارات)"، كاشفاً أنه "سنطلق الشهر المقبل مزايدة لإنشاء حوض عائم في مرفأ طرابلس، وأن الشركة المتعهدة إنشاء أهراءات فيه تتسع لنحو 150 ألف طن من البضائع، ستبدأ عملها الشهر المقبل".
هذه النقلة النوعية في عمل مرفأ طرابلس يردّها تامر إلى "الخدمة السريعة والأسعار التنافسية التي يقدمها المرفأ، والذي دفع قسماً كبيراً من تجار ومستوردي ومصدري طرابلس والشمال إلى اعتماده خياراً رئيسياً لهم".