مقالات مرتبطة
-
المهندس الجيوتقني: أساس الهندسة فاتن الحاج
-
إدارة المعلومات: من يملك المعلومة يملك المعرفة تغريد الزناتي
-
أتريد أن تعمل في مكتبة؟ رندة شدياق
-
لبنان يغيب عن تصنيف شنغهاي ضحى شمس
-
اختصاص نادر ومطلوب: «أوستيوبات» ضحى شمس
بالطبع، الدولة هي المسؤولة عن هذه الفوضى في غياب وظيفة التخطيط التي احتل مكان وزارتها مجلس الإنماء والإعمار، من دون أن يقوم بوظيفتها. وفي مرتبة المسؤولية الثانية تأتي الجامعات التي تخرِّج أفواجاً من العاطلين من العمل، إن لم يسافروا، نظراً إلى ازدحام بعض المهن في بلد صغير مثل لبنان. ففي النهاية، هذه الجامعات تخرِّج للخارج وليس للبلد، حيث أصبح اللبناني ينشأ مُعَدّاً للتصدير. أما المسؤول الثالث، فهو ليس إلا المواطن نفسه، إذ ينهمك الأهل والطالب بالبحث عن مهنة تحقّق لصاحبها عيشاً مأموناً في عالم يضيق أكثر فأكثر بقاطنيه، فيذهب الأكثرون إلى المهن الأربع المقدسة: طبيب، مهندس، محامي أو مصرفي. أما إن لم يكن قد أفلح بالوصول إلى الشهادة، فهناك الجيش والدرك وقوى الأمن التي تعاني بدورها من بطالة مقنَّعة، إضافة إلى قطاع النقل. وتبّاً لمواهب الصبي أو الصبية. هكذا، يتضخم عدد الاختصاصيين في مجال ما، فتنشأ على هامش تلك الاختصاصات مهن هامشية، تعيش من فتات السوق. ففي مجال الإنترنت نجازف بالقول إنّ لدينا من باعة الأقراص المدمجة وأكسسوارات الإنترنت والهواتف الذكية أكثر بكثير من متخرِّجي المعلوماتية.
ما هي البطالة المقنعة؟ هي المهن التي يفوق عدد متعاطيها الحاجة إليها، أو تلك الهامشية والمؤقتة التي لا تفضي إلى تطور أو استقرار أو ازدهار لمتعاطيها، أي تلك التي لا مستقبل لها. تلك المهن تبدو منفذاً للكسب اليومي المؤقت.
وككل سنة، أول الصيف، بعيد ظهور نتائج الشهادة الثانوية، ينشغل الأهل والطلاب بمحاولة اختيار اختصاص يضمن مستقبل التلميذ ويتيح له حياة كريمة. وعندما نقول حياة مادية كريمة، فمعنى ذلك مهن محددة، كالطب والهندسة والمحاماة والعلوم المصرفية التي أصبحت تعاني تخمة مقلقة لولا التصدير البشري الذي نواظب عليه. أين مكمن الخلل؟ ولم لا يُقبل اللبنانيون على اختصاصات أخرى أصبح العالم يعجّ بها؟ المخيّلة المهنية فقيرة جداً في لبنان وتقليدية. لذا، نحاول في هذا الملف أن نسلّط الضوء على بعض المهن غير المتداولة التي نحتاجها، لعلها تفيد الطلاب في التفكير بشكل آخر في مستقبلهم.