اكتشفت شيرين في ذاك اليوم أنّ زوجها على علاقة مع امرأة اخرى، بعدما وصلت رسالة الى هاتفه تشي بذلك. آنذاك كانا عند أهل الزوج، وعندما عادا الى منزلهما في جبيل دخلا الى الغرفة حيث أقدم د.ع على إخراج الولدين من الغرفة وبقيت شيرين تغيّر ثياب طفلها، ليُسمع بعد دقائق قليلة، عند الثالثة والنصف ظهراً، صوت رصاصة واحدة إخترقت رأسها من مسدس زوجها. في هذا الوقت كان مالك الشقة في الصالون، إلّا أنّ الزوج هدده ليقول في افادته أنه كان معه في الصالون عندما سُمع صوت الرصاص، وفق أقوال شقيق شيرين، لكنّ الولدين قالا ان والدهما كان في الغرفة مع والدتهما.
تساؤلات كثيرة تثيرها التناقضات في إفادات الزوج
يتحدّث شربل عن رشى تلقاها الأطباء الشرعيون ليُصدروا تقريرا مفاده ان شيرين انتحرت، فالطبيب الشرعي الذي طلبته العائلة قال انّ الرصاصة دخلت من جهة اليسار لا من اليمين، ما يعني انها لم تقدم على قتل نفسها لأنها ليست "عسراء"، أي لا تستخدم يدها اليسرى. كما أنه لا يمكن أن تقدم على الإنتحار أثناء تبديل ثياب إبنها الذي وُجد ملطخاً بالدماء.
لم يكن شربل يعلم أنّ أخته "تتعرض للتعنيف من زوجها"، الا ان عددا من المعلمات اللواتي يعلّمن مع شيرين اخبرنه بذلك بعد وفاتها. ينقل عنهنّ انّ شيرين كانت تذهب إلى المدرسة في بعض الأوقات وهي تعرج وأحياناً أخرى "مدبّغة"، جراء الضرب الذي كانت تتعرض له. لم تُخبر الضحية أهلها، وسكتت. حتّى انّ زوجها لم يكن يُظهر أي تصرف عنفي أمامهم. منذ البداية، لم يكن أهل شيرين يرغبون بزواجها من د.ع، لكنها تزوّجته ورضي أهلها. لم يمر موقف الأهل مرور الكرام عند الزوج الذي، وفق شربل، بدأ بتعنيفها لأن "أهلها لم يرغبوا به".
تقول منظمة "كفى" التي تتابع الملف انّ هناك "تساؤلات كثيرة تثيرها التناقضات في إفادات الزوج، وفي تقارير الأطباء الشرعيين، وشهادات بعض الشهود، وتفاصيل أخرى تتعلّق بوضعية المسدّس، وموقع الرصاصة التي استقرّت في رأس شيرين وأودت بحياتها. المؤكّد أن شيرين لم تمت صدفة، وأنها عانت من العنف الزوجي لسنوات، وهناك بالحدّ الأدنى زوجٌ حضّها على الانتحار، هذا إذا لم تكن قد قُتلت…".
ويُذكر انه أثناء جنازة شيرين عساكر، ماتت الطفلة بيتينا رعيدي البالغة من العمر 8 سنوات بسبب الرصاص العشوائي الذي أُطلق في خلال الجنازة. فكما يجب الإقتصاص ممن تسبب بموت شيرين، لابد من إنزال اشد العقوبات بحق من أطلق الرصاص العشوائي وقتل الطفلة.