الدكتور الياس خير الله*تنظّم المنظمة العالمية للحساسية الأسبوع العالمي للحساسية من 13 إلى 19 نيسان 2015، جنباً الى جنب مع الجمعيات الوطنية الأعضاء الخمسة والتسعين، ومنها الجمعية اللبنانية لأمراض الحساسية والمناعة. تقوم هذه الجمعية بشرح الموضوع المقترح لهذه السنة والمتعلق: «بحساسية الشعب الهوائية ــ العبء البشري والاقتصادي»، وتدعو الى استراتيجيات إدارية وطبية متكاملة للتوعية والعلاج المبكر للحدّ من تداعيات هذا المرض مع السلطات المعنية.

1- ما هي حساسية الشعب الهوائية الرئيسية، وما هو معدل انتشارها على الصعيد العالمي؟
الحساسية أنفية كانت أو صدرية تتفاعل عن طريق إنتاج جسم مضاد استهدافي يسمى أيمونوغلوبين، عند التعرض لجسم من البيئة الطبيعية مثل لقاح النباتات، ما يسبب الالتهاب الأنفي والقصبي.
التهاب الأنف التحسسي هو المرض الأكثر شيوعاً، ويعدي من 10 إلى 40 بالمئة من سكان المعمورة، وخاصة عند الأطفال. انتشاره في تزايد مستمر في جميع أنحاء العالم، وقد أحصت منظمة الصحة العالمية حوالى 400 مليون شخص يعانون من حساسية الأنف و300 مليون من الربو.
إن المنظمة العالمية للربو توقعت سنة 2004 أن ارتفاع عدد المرضى الذين يعانون من مرض الربو سيعادل 400 مليون نسمة بحلول عام 2025.
2- ما هي العلاقة بين حساسية الأنف والربو؟
تؤكد المنظمة العالمية للحساسية أن الربو وحساسية الأنف ظاهرتان لنفس الالتهاب في المسالك الهوائية. إن أكثر من ثمانين في المئة من مرضى الربو يعانون من حساسية أنفية في الوقت نفسه. وأربعون في المئة من المرضى الذين يعانون من حساسية أنفية، يعانون من حساسية ربو مع ضيق تنفس. وعلاوة على ذلك، تزيد لديهم مخاطر الإصابة بالربو وخاصة عند الأطفال.
3- ما هي الروابط بين الشعب الهوائية العليا والسفلى؟
يوجد ارتباط وثيق بين حساسية الأنف وحساسية الصدر، حتى إن التسمية الحديثة لهما هي حساسية في الجهاز التنفسي، نصفه العلوي هو الأنف ونصفه السفلي هو الشعب الهوائية، لهذا فإنه في كثير من الأحيان يعاني مريض حساسية الأنف من بعض المشاكل في الشعب الهوائية، كما أن مرضى الأزمات الربوية يعانون من مشاكل أنفية، ولكن لحسن الحظ نجد أن علاج الحساسية في الأنف أو الشعب الهوائية يؤدي بالضرورة إلى تحسن الحساسية في الطرف الآخر.
4- ما هي المسببات لتفاقم الحساسية أنفية كانت أو ربواً شعبياً؟
بالإضافة الى المواد المسببة للحساسية في الأماكن المغلقة (عث غبار المنزل، وبر الحيوانات الأليفة، الصراصير، العفن) والمواد المسببة للحساسية في الهواء الطلق (الطلع من الأشجار، الحشائش والأعشاب الضارة)، هناك مجموعة متنوعة من الملوثات البيئية والمهنية مثل (دخان التبغ في الأماكن المغلقة والمواد الكيميائية وغيرها أثناء العمل) وتلوث الهواء الخارجي من الانبعاثات الناجمة عن المركبات، المولدات الكهربائية المنتشرة في كل أحياء بلدنا، والملوثات الصناعية تؤدي إلى تفاقم حساسية الأنف والربو. كذلك بعض الأدوية (مثل الأسبرين ومضادات الالتهاب غير الستيرودية).
5- علامات الإنذار التي تنبئ بتردّي الحالة التحسسية؟
الأعراض الأكثر شيوعاً في التهاب الأنف التحسسي هي: العطس، سيلان مع احتقان وحكة بالأنف، سقي وتهيج في العيون. هناك أعراض أخرى مرتبطة كالصداع، وآلام الوجه والأذن. إن المرضى الذين يعانون من الربو يتعرضون عادة لنوبات متكررة من ضيق بالتنفس، وسعال قصبي، وخاصة في الليل أو في الصباح الباكر. علينا أيضاً البحث عن الأمراض المصاحبة الأخرى لالتهاب الأنف التحسسي التي تشمل: التهاب الجيوب الأنفية، التهاب الملتحمة، التهاب الأذن الوسطى مع انصباب، التهابات الجهاز التنفسي العلوي، اضطرابات النوم والبحث عن الارتداد المعدي المريئي إذا ما وجد...
6- كيف يمكن لحساسية الشعب الهوائية أن تؤثر على نوعية الحياة للمريض ومدى العبء البشري والاقتصادي؟
الحساسية الهوائية تؤثر على نواح متعددة عند المتحسس، بما في ذلك نوعية الحياة، كالتفاعلات الجسدية، النفسية والاجتماعية بشكل واسع. كما تؤثر أيضاً على كل أفراد العائلة الذين يعيشون تحت سقف البيت نفسه. ولها تكاليف مادية مباشرة وغير مباشرة هائلة.
المصاريف المباشرة تتعلق بمصاريف الاستشفاء خارج وداخل المستشفى مع أجور الأطباء وشراء الأدوية. المصاريف غير المباشرة لها علاقة بالتعطيل من العمل أو الدراسة بسبب التحسس، ما يؤثر سلباً على النمو المادي الاقتصادي والفكري. علينا أن لا ننسى خطر الموت المبكر بسبب تفاعلات الربو السلبية مثل الزلة التنفسية الحادة عندما لا يكون العلاج مراقباً ومتبعاً بشكل جيد.
7- ما الذي يمكن عمله لتحسين نوعية حياة المرضى الذين يعانون من حساسية الشعب الهوائية؟
- المراقبة الطبية المنتظمة للمريض أساسية.
- علاج كل من الربو والتهاب الأنف معاً، أمر ضروري للسيطرة المثلى على المرض.
- يستند العلاج الى تثقيف المرضى، والأوصياء على القصار، عن كيفية التعامل مع حالتهم المرضية والطريقة الصحيحة لتناول العلاجات وفي أية حال وأمام أي عوارض اللجوء الى الطبيب المعالج أو إلى الطوارئ.
- شرح تدابير الرقابة البيئية (تجنب كل ما يهيج الحساسية قدر الإمكان، الخ)، وتناول الأدوية بانتظام حسب الخطة الموضوعة من قبل الطبيب المعالج.
- متابعة العلاج المناعي للحساسية عند الضرورة.
- طلب التعاون مع الوزارات المعنية لوضع استراتيجيات إدارية متكاملة للتوعية، الإنذار والعلاج المبكر لتدارك تداعيات هذا المرض.
* رئيس جمعية أطباء الحساسية والمناعة في لبنان