strong> سحر ناصر
رأى رئيس مجلس إدارة ومدير عام شركة رينو ـــــ نيسان كارلوس غصن أن «النمو الاقتصادي مهم جداً للبنان»، مشيراً إلى أن «حسن إدارة الموارد المالية أساسي في تحقيق النمو»، وذلك خلال حفل الافتتاح الذي أقامته وزارة المال، أمس، لإطلاق البرنامج التدريبي المكثّف لـ 154 موظفاً جديداً من الفئة الرابعة في ملاك المديرية المالية العامة، وقد أطلق عليهم اسم «دفعة كارلوس غصن».
ورأى غصن أن «تصدير المواهب اللبنانية لا يكفي لبلوغ النمو»، لافتاً إلى «ضرورة احترام اللبنانيين مصلحة بلدهم أكثر من مصلحتهم»، وأشار إلى «أن أحد العوامل الأساسية التي تأخذها الشركات العالمية في الاعتبار لدى اتخاذها قراراتها بالاستثمار، هو نوعية الإدارة العامة التي ستتعامل معها، وخصوصاً موظفي وزارة المال».

فرصة مؤاتية للاستثمار

وقال غصن لـ«الأخبار» إن «السياسات الاقتصادية والمالية التي تنتهجها الحكومة اللبنانية مناسبة للمضي في النمو»، معتبراً أن «عدم استفادة الشعب اللبناني من هذه السياسات مردّه إلى الأزمات السياسية التي تواجه لبنان».
وفي ردّ على سؤال يتعلّق بمدى احتمال تحقيقه للنجاح في حال ولادته وبقائه في لبنان، رأى غصن أن «شروط النجاح موجودة في لبنان، إلّا أن الفرص المتوافرة للشباب اللبناني في الخارج على قدر أكبر من الأهمية مما يقدّمه لبنان».
أما في ما يخص إمكان الاستثمار في ظل الأوضاع الأمنية والسياسية المتراخية، أفاد غصن بأن «الاستثمار يرافق المجازفة، وبالتالي أفضل فرصة للمستثمرين هو التوجه إلى لبنان في المرحلة الحالية»، موضحاً أن «أفضل فرصة للاستثمار هي في ظل تراجع الأوضاع الاقتصادية والأمنية في بلد ما». وشدد على أن «الأمن والبنى التحتية هما من المقوّمات الأساسية التي ينبغى على لبنان أن يوفّرها للمستثمر».
وأوضح غصن أن «رعايته للاحتفال جاءت نتيجة اتصال الوزير أزعور» به خلال إجازته التي يمضيها في لبنان، نافياً سعيه «إلى أية مناصب سياسية أو اقتصادية» يمكن أن تعرض عليه.

الولاء للبنان

واحتفاءً بغصن، فاجأ رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة الحضور، مكرراً أمام المغترب الثري أن «لبنان سيبقى واحداً موحّداً لكل أبنائه، ولن تكون انتماءاته الطائفية والمذهبية عوامل فرقة»، لافتاً إلى ضرورة بناء الدولة بعد مرور «أكثر من ثلاثين عاماً والكل ينهش بها ويشرذمها».
وفي كلمة لوزير المال جهاد أزعور، دعا الموظفين الجدد إلى الابتعاد عن «الطائفية والمحسوبية والواسطة وأي ولاء لا يندرج ضمن ولائهم لدولتهم ووزارتهم»، مناشداً إياهم عدم «السقوط في المحظور، من رشوة أو فساد أو سوء استعمال المال العام». وأكد أزعور لـ«الأخبار» أن «تعيين الموظفين سيتم عبر قرار سيصدر عن مجلس الوزراء، حيث لا يحتاج إلى توقيع رئيس الجمهورية».

احترام القانون

وطلب المدير العام للمالية العامة آلان بيفاني من الموظفين «احترام القانون والمصلحة العامة، بالإضافة إلى رفض التمييز تحت سقف القانون». مشيراً إلى أن «وزارة المال خطت خطوات جبارة، إلا أنها ما زالت بعيدة جداً عن المثالية».
ولفت بيفاني إلى أن الدورة التدريبية التي سيخضع لها الموظفون ستتناول «أطر الموازنة العامة وإصلاحاتها الهادفة إلى تحويل النظام الضريبي إلى ما يتوافق مع حسن إعادة توزيع الثروات، وتطوير إدارةالسيولة».

إطلاق مشاريع

وفي حضور لافت، كشف المصمم اللبناني والعالمي إيلي صعب الذي شارك في افتتاح البرنامج لـ«الأخبار» عن وجود العديد من المشاريع التي «سيتم إطلاقها في المستقبل القريب، والتي تعزز من فرص الاستثمار في لبنان»، لافتاً إلى عدم شمول المشاريع الاستثمارية مجالات اقتصادية ومالية متنوعة.