بالقوة، خرجت سيارات شركة «سوكلين» وشاحناتها لجمع النفايات في كل نقاط عملها، في بيروت وضاحيتها الجنوبية وفي كل المناطق التي جرى توفير أراضٍ ضمن نطاق البلديات فيها. أمس، لم تفلح كل محاولات السائقين المُضربين، منذ الثلاثاء الماضي، احتجاجاً على عدم إعطاء الشركة ضمانات لهم بشأن تعويضاتهم ومصيرهم بعد انتهاء عقدها، في منع الآليات من العودة إلى العمل، فقد فرضت إدارة الشركة إخراجها بمؤازرة القوى الأمنية وعناصر من فرع المعلومات ومخابرات الجيش.

الطريق أمام مركز الشركة في منطقة الكرنتينا قطعت لنحو ساعة تقريباً، قبل أن تلتقي الإدارة وفداً من المعترضين. السائقون ينفون أن تكون هناك تسوية قد عقدت معهم، فالشركة استدعتهم لتقول لهم «إنّها حريصة تماماً على حقوق جميع العاملين لديها، وتلتزم دفع جميع حقوقهم، وإنها كعهدهم بها لن تخلّ بأي التزامات تجاههم». الكلام نفسه ورد في بيان رسمي صادر عن الشركة.
نسأل مسؤولة العلاقات العامة والمتحدثة باسم الشركة باسكال نصار عن الضمانات التي أعطيت للسائقين مقابل فك الإضراب، فتجيب أن العمال يعرفون أن الشركة لم تتخلّ عن إعطائهم حقوقهم طيلة السنوات العشرين الماضية، ولن تفعل ذلك اليوم. أما في ما يخص ديمومة العمل، فتقول نصار إنّ هذا الأمر ليس بيد الشركة، وليس لديها جواب عن هذا التساؤل.

الشركة طلبت من المعترضين التفكير في قرار المغادرة أو البقاء

تفاعُل السائقين مع إجبارهم على العمل تفاوت بين سائق وآخر، فمنهم من رفض القرار، رفضاً باتاً وحاول أن يواجهه بالقوة بلا جدوى، والبعض الآخر بدا يائساً من إمكان التحرك دفاعاً عن حقوق مسلوبة، بحسب تعبيرهم، فعلقوا بالقول: «فرطت الحكاية»، باعتبار «لم نحصل على أي موقف بخصوص المطالب التي رفعناها، ولا سيما تعويض الـ 36 شهراً لقاء الصرف التعسفي الذي سيحل بنا إذا توقفت الشركة عن العمل، وإعادة فواتير الضمان، وقسمة ساعات العمل على 208 ساعات بدلاً من 240، عملاً بقانون العمل، وإعطاء الإجازات السنوية والمرضية، ولم تحصل أي تسوية».
ومن المعتصمين من شعروا بالخجل من التحرك إلى درجة أنّهم ندموا على ما فعلوا، كما قالوا، بعدما خرجوا من الاجتماع مع ممثلي الإدارة في الشركة، إذ «نلنا احتضاناً كبيراً وسمعنا كلاماً جميلاً عن التزام الشركة إعطائنا كل حقوقنا وحبة مسك».
بعضهم قالوا لـ «الأخبار» إن الشركة طلبت منهم ألّا يتسرعوا في قرار مغادرة الشركة، وأن يأخذوا يومي إجازة كفرصة للتفكير في القرار، وهي ستكون إلى جانبهم في كلتا الحالتين، سواء غادروا أم آثروا البقاء، من دون أن تتفق معهم على أي عرض يتعلق بتعويضاتهم.